المستقل – كشفت جميع المعطيات خاصة الرقمية أن معركة طوفان الأقصى هي معركة استثنائية فمن حيث مقارنة عدد القتلى الاسرائيليين فيها مع أعدادهم في السنوات السابقة نجد أنها بلغت أرقاماً غير مسبوقة وأننا نشهد تحولاً في هذا الصراع , وتكشف الأرقام بذات الوقت أنها أشد ضراوة على غزة من حيث أعداد الشهداء والجرحى بمقارنتها بغيرها من المعارك السابقة والتي استمرت لفترات أطول منها.
وبمقارنة عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة بأعدادهم في السنوات والمعارك السابقة نجد أن عدد القتلى في طوفان الأقصى (2023) زاد عن (1400) قتيل وما تزال المعركة في يومها التاسع، بينما شهدت معركة العصف المأكول (2014) مقتل (75) قتيلاً وهو أعلى رقم للقتلى في المعارك التي خاضتها غزة منذ (2008).
وبمقارنة أعداد الشهداء نجد أن عدد الشهداء وصل لأكثر من (2670) شهيدً حتى تاسع أيام المعركة في حين بلغ عدد الشهداء (2322) شهيداً في معركة العصف المأكول (2014) وهو أعلى رقم في المعارك الستِّ التي خاضتها غزة والتي استمرت لـ(51) يوماً بينما نحن في تاسع أيام الطوفان.
انتصار غير مسبوق :
حققت المقاومة في هذه المعركة انتصاراً هاماً في أول أيامها بعد تنفيذ عملية نوعية معقدة توغل مقاتلوها براً وجواً وبحراً بإسناد صاروخي كثيف في العمق الاسرائيلي موجهين ضربة استخباراتية وعسكرية كبيرة وتمكنوا خلالها من هزيمة فرقة غزة التي يقدر تعدادها بـ 20 ألف مقاتل في ساعات قليلة والتي تشكل عمود الحروب مع غزة وخزان الخبرات ما سيصعب أي عمل بري ، مع أسر عدد كبير من الأسرى .
ماذا بعد ذلك ؟
أدى إنجاز المقاومة إلى حالة من الارتباك والصدمة لدى الكيان ظهرت بتأخر الرد على هذه العملية غير المسبوقة , ولم تكن صدمة على الكيان وحده لكن صدمة عالمية أدت بالولايات المتحدة الأمريكية لإرسال حاملتي الطائرات “يو أس أس أيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها وحاملة “جيرالد فورد” عدا عن قيام وزير خارجيتها لعدد من الزيارات لدول المنطقة ويتضح أن ذلك لحمل رسالتين الأولى طمأنة للكيان المحتل بعدما اهتزت صورته عالمياً وتعرضه لضربة قاسية والثانية كرسالة تحذير لقوى المقاومة في الإقليم من التدخل خاصة إيران وحزب الله لتجنب توسع هذه المعركة وتحولها لمعركة إقليمية إذ تخشى الولايات المتحدة فتح جبهة جديدة تصاحب الحرب الروسية الأوكرانية تؤدي لاستنزافها في ظلال تنافسها مع الصين التي تخشى من تنامي قوتها , وخشية من تأثيرات توسع الحرب على خطوط إمدادات البترول والغاز إلى أوروبا وارتفاع أسعاره والذي سيكون في مصلحة روسيا في حربها ضد أوكرانيا .
إلى أين ؟
يصعب في ظل متغيرات متعددةٍ التنبؤ بشكل دقيق للمسار الذي تتجه إليه مالات ما حدث لكن مع حالة الانقسام الداخلي الذي شهده الكيان الصهيوني قبيل هذه المعركة ومع عدم قدرته على تحمل مزيد من الخسائر البشرية ومع انخراط جبهة الجنوب اللبناني وتصاعد أعمال المقاومة في الضفة فإن الكيان سيعاني كثيراً في حال الدخول في مواجهة طويلة الأمد تتوسع فيها دائرة المعركة مع احتمالات توسعها إقليمياً فيمنى بهزيمة أكبر ، لذلك سيتجنب هذا السيناريو إن استطاع التفكير بعقلانية بعد الضربة التي تلقاها ، ومع استمراره في القصف الشديد على القطاع ليضرب حاضنة المقاومة المدنية وليدمر بنيتها التحتية يرجح أنه سيريد تحقيق حالة من رد الاعتبار وحصد انتصار سريع يساعده في حال الذهاب لتفاوض أو تفاهم قادم خاصة مع ورقة الأسرى في يد المقاومة.
“شبكة القدس الاخبارية”