المستقل – كتبت : رشا قمحية
من وجهة نظري أظهر جلالة الملك عبد الله الثاني حنكة سياسية فائقة في الرد على خطة ترامب غير المنطقية بشأن غزة، حيث واجهها بمنطق رصين دون تصعيد، مؤكدًا أن مصلحة الأردن تأتي أولًا في أي قرار يتعلق بالمنطقة.
في حين يواجه اقتراح ترامب معارضة واسعة حتى داخل أمريكا، اختار الملك نهجًا دبلوماسيًا متزنًا، موضحا ان الاجتماع في السعودية سيقدم حلاً عربيًا بديلًا للحفاظ على استقرار المنطقة ويكون في مصلحة الجميع. كما شدد على ضرورة عدم استباق الأحداث، لاسيما أن لمصر أيضًا موقفها وخطتها فيما يتعلق بملف التهجير.
وبمبادرة غير متوقعة من ترامب وليست بجديدة على الأردن، أعلن الملك عن استقبال الأردن الفي طفل من مرضى السرطان للعلاج، وهو ما فاجأ ترامب وأسعده في الوقت نفسه ولعل مفاجأة ترامب وسعادته المفرطة باستقبال الأردن لـ(2000) طفل تدل على قوة ممانعة جلالة الملك لخطة ترامب في استقبال مئات الالاف من الغزاويين المهجرين.
وبينما يحاول ترامب فرض رؤيته، فإن 74% من الأمريكيين يعارضون سيطرة الولايات المتحدة على غزة وإعادة توطين سكانها، وفق استطلاع أجرته رويترز/إبسوس، وحتى داخل الحزب الجمهوري، فإن 55% يرفضون الخطة مقابل 43% يؤيدونها. هذه الأرقام تُظهر أن خطة ترامب ليست مجرد طرح إقليمي مرفوض، بل تواجه معارضة حقيقية حتى داخل أمريكا. وإن كان هذا يدل على شيء، فإنه يدل على أن مواقف جلالة الملك في رفض هذا المخطط غير المنطقي مدعومة من قبل الموقف العربي والعالمي وعلينا الانتظار قليلًا حسب ما أوصى به جلالة الملك لنرى كيف سيتجسد هذا الرفض على أرض الواقع. فالحشد لا زال قائما والأيام المقبلة ستثبت ذلك.