17.1 C
Amman
الخميس, أكتوبر 30, 2025
spot_img
الرئيسيةسياحة وسفركيف أصبح الموز في طوكيو رمزا للعاصمة اليابانية ؟

كيف أصبح الموز في طوكيو رمزا للعاصمة اليابانية ؟

المستقل – لا تكتمل الزيارة إلى طوكيو دون رؤيتها. فهذه العلب الصفراء الباهتة التي تحتوي على كعكات صغيرة مغلّفة بشكل فردي، مزينة بصور لأشهر المعالم السياحية في العاصمة اليابانية، وأحيانًا بصور لبعض أشهر الشخصيات الكرتونية اليابانية.

ويجري بيع مئات الآلاف من عبوات “Tokyo Banana” (موز طوكيو) الملفوفة بشرائط ذهبية كل عام في مراكز النقل ومناطق الجذب السياحي في العاصمة اليابانية، وتُسوّق على أنها وجبة الطعام الخفيفة الرسمية في المدينة.

لكن ما علاقة “Tokyo Banana” بالعاصمة اليابانية التي لا تحتوي على أي أشجار موز؟

على عكس العديد من الحلويات اليابانية التي تُصنع من مكونات محلية ترتبط بمناطق معينة وتستند إلى تقاليد صناعية تمتد لآلاف السنين (مثل نودلز الأودون، والشاي الأخضر، وحلوى اليوزو)، فإن “موز طوكيو” وُلد بالكامل من قلب الرأسمالية.

خلال القرن العشرين، ومع نمو طوكيو لتُصبح واحدة من أكبر المدن في العالم وفتح أبوابها للسياح من مختلف أنحاء العالم، لم تكن تمتلك الكثير من التقاليد الخاصة بها. ولم يكن هناك أي طعام أو مشروب مميز يمكن اعتباره فريدًا من نوعه في طوكيو أو يمتلك تاريخًا طويلًا يُحتفى به.

ويمكن مقارنة ذلك بمدينة كيوتو، التي كانت عاصمة اليابان من القرن الثامن حتى القرن التاسع عشر، حيث كان هناك مطعم واحد يصنع نودلز السوبا من الحنطة السوداء المزروعة محليًا منذ عام 1702. كما تحتضن اليابان أقدم فندق في العالم، وهو منتجع للينابيع الساخنة بدأ باستقبال الضيوف في عام 705.

وقد رأت شركة “Grapestone” اليابانية المصنّعة للوجبات الخفيفة فراغًا في ذلك، وقررت ابتكار منتج يتمحور حول طوكيو يمكن تسويقه كأحد الميزات المحلية.

وقال ممثل عن شركة “Grapestone” لـ CNN: “طوكيو هي المكان الذي يأتي إليه الناس من جميع أنحاء اليابان، وأصبحت بمثابة مسقط رأس لهم”.

وتابع: “قررنا ابتكار تذكار من طوكيو يحمل طابعًا يشعر به جميع اليابانيين بالألفة والحنين. ويُعتبر الموز طَعم المنتجات الفاخرة أو البضائع المستوردة بالنسبة للأشخاص الأكبر سنًا. أما بالنسبة للشباب، فهو طعم الذكريات الممتعة مثل الرحلات المدرسية”.

وكانت النتيجة حلوى على شكل موزة، ناعمة من الخارج ومملوءة من الداخل بكريمة بطعم الموز.

ثقافة تبادل الهدايا :

تُعد “Tokyo Banana” مثالًا على تقليد “Omiyage”، الياباني حيث يقوم فيه الأشخاص الذين سافروا مؤخرًا بجلب هدايا، غالبًا ما تكون صالحة للأكل، لأصدقائهم، وأفراد عائلتهم، وزملائهم في العمل.

بناءً على ذلك، فإن هذه الهدايا عادة ما تكون عبارة عن منتجات غذائية بجودة عالية، مثل الملح في جزر أوكيناوا المشمسة، أو الشاي الأخضر التقليدي في كيوتو، أو حلوى التفاح بمحافظة آوموري في شمال اليابان.

رغم أنه تقليد ياباني، إلا أن السوق الأكبر لـ “Tokyo Banana” زبائنه من المسافرين الأجانب وليس من السكان المحليين.

وقد صرّحت شركة “Grapestone” لـ CNN أن الشركة حصلت على عرض لفتح متجر في مطار هانيدا بتسعينيات القرن الماضي، وهو ما دفعهم لاختراع منتج “طوكيو بانانا” من الأساس.

بفضل العلامة التجارية التي تحمل اسم “طوكيو”، واسم المنتج المكتوب بوضوح باللغة الإنجليزية، أصبحت “Tokyo Banana” سريعًا مرتبطة بمدينة طوكيو ذاتها.

خلال السنوات الأخيرة، بذلت “Tokyo Banana” جهدًا لتُصبح أكثر جاذبية للسكان المحليين.

وتُطلق شركة “Grapestone” نكهات جديدة بشكل دوري، مثل الليمون، والساكورا (زهور الكرز)، والعسل. 

بهدف إثارة الحماس، تُطرح بعض المنتجات في نقطة بيع واحدة فقط، مثل متجرها في حي “جينزا” الراقي.

وقد تعاونت العلامة التجارية مع شخصيات كرتونية يابانية شهيرة مثل “بيكاتشو”، و”هالو كيتي”، و”دورايمون”، فضلًا عن إصدارها منتج من شوكولاتة “كيت كات” بنكهة “Tokyo Banana”.

في عام 2022، افتتحت “Tokyo Banana” متجرها الرئيسي داخل محطة طوكيو. واحتفالًا بهذه المناسبة، جربت طرح منتج مالح جديد مستوحى من خبز الكاري الياباني الشهير، مصنوع من “لحم الخنزير والبقر المطهو مع البصل، وكريمة كثيفة، وهريس الموز”.

لا تكشف شركة “Grapestone” عن عدد المنتجات التي تبيعها سنويًا، لكن موقعها الإلكتروني يشير إلى أن “Tokyo Banana” هو التذكار الغذائي الأكثر شهرة في عاصمة اليابان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا