25.1 C
Amman
الثلاثاء, يونيو 10, 2025
spot_img
الرئيسيةعربي دوليكيف ستحسم معركة "الثلاثاء الكبير" بين هاريس و ترامب؟

كيف ستحسم معركة “الثلاثاء الكبير” بين هاريس و ترامب؟

المستقل – في اللحظات الحاسمة من المعركة الانتخابية، يبقى عنصر المفاجأة سيد الموقف في بلاد العم سام.
واقع الحال يشهد توازناً وشبه تعادلٍ في الاستطلاعات والتوقعات بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
في العمق نستعرض بعض التفاصيل والمعطيات من كواليس الانتخابات الأمريكية التي قد تلعب دوراً محورياً في ترجيح كفّة أحد المرشحين، فلمن ستكون الكلمة الفصل؟

يوم الحسم غداً، يومٌ استثنائي في تاريخ الديمقراطية الأمريكية، فيه تحتدم المنافسة بين هاريس وترامب الذي يكبرها بـ 18 عاماً.
معطيات لافتة تشير إلى تضاؤل الفارق بين المتنافسين في الأيام الأخيرة، حيث تتقدم هاريس بنقطة واحدة فقط وفقاً لاستطلاع حديث أجري من قِبل رويترز/إبسوس، وحصلت فيه هاريس على 44% من الأصوات، بينما حصل ترامب على 43%، ومع وجود هامش خطأ يصل إلى ثلاث نقاط يُصبح كل صوت كفيلاً بحسم المعركة المحتدمة، ويُضاعف من الإثارة والتوتر بين أنصار كلا المرشحين.

تبرز القضايا الكبرى التي تشغل بال الناخبين والتي تناولها المرشحان الرئاسيان خلال حملتهما الانتخابية، وأبرزها:
الاقتصاد، هاجس الناخبين الأول؛ حيث يتناول كل مرشح برنامجه الخاص للتعامل مع القضايا الملحة مثل الضرائب و الضمان الاجتماعي والتجارة و البطالة والإسكان. ترامب يدعم تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها خلال رئاسته السابقة، ويفرض رسوماً قد تصل إلى 60% على المستوردات لتمويل هذه التخفيضات.
في المقابل تدعو هاريس إلى إلغاء بعض هذه التخفيضات ورفع معدل ضريبة الشركات من 21% إلى 28%، بالإضافة إلى فرض ضريبة دنيا على المليارديرات وتدعو إلى فرض رسوم على مستوردات معينة فقط.
أما في السياسة الخارجية يتفق المرشحان على دعم إسرائيل، لكن الاختلاف يظهر في كيفية التعامل مع النزاعات العالمية. ترامب يسعى لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، ويقترح تقليل الدعم لحلف الناتو مقابل زيادة مساهمة أوروبا، بينما هاريس تدعو إلى زيادة الدعم لأوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة مع التركيز على تعزيز الناتو.
و في القضايا الداخلية: هاريس في مسألة الإجهاض تؤيد حق المرأة في الاختيار، بينما يعارض ترامب ذلك. وبخصوص الهجرة غير الشرعية يدعو ترامب إلى حملة صارمة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، في حين تدعو هاريس إلى فرض قيود لمنع قدوم المهاجرين الجدد.
وفي قضايا المناخ: ترامب يُشكك في التغير المناخي ويدعو إلى إلغاء دعم الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، بينما تروج هاريس لخفض الانبعاثات الحرارية ودعم الطاقة الخضراء.

بات واضحاً بالنسبة لكلتا الحملتين أن تحفيز الناخبين المترددين وتحريك أبناء “الجيل زد” أصبح العامل الحاسم في المنافسة بين المرشحين، حيث يسعى كل مرشح إلى دفع الناخبين للخروج إلى صناديق الاقتراع بكثافة، وقد أظهر الحزب الجمهوري بعض التفوق في عملية التصويت المبكر، لكن المعركة لم تُحسم.
و أصبحت الأنظار تتجه إلى أبناء “الجيل زد” بامتلاكهم قوة تصويتية تُقدر بأكثر من 40 مليون أميركي، إلا أن السرية التي يحيطون بها اختياراتهم تثير الفضول والتساؤل.
وبحسب استطلاع أجراه موقع Axios، أفاد نصف الناخبين من “الجيل زد” بأنهم كذبوا بشأن من سيصوتون له، بل وذهبوا إلى عدم مشاركة توجهاتهم حتى مع المقربين منهم، بينما أعرب 58% من جميع الناخبين عن أن قرارهم التصويتي مسألة خاصة.
هذه الخصوصية أو “الكتمان الانتخابي” الناشئ، تجلى بين مختلف الأطياف السياسية، حيث يفضل البعض عدم الحديث عن خياراتهم أو حتى الكذب بشأنها، في دلالة واضحة على مناخ انتخابي معقد ومتشابك يعكس التحفظات العميقة لدى الناخبين.

في خطوة غير متوقعة حقق ترامب صعوداً بارزاً بين الناخبين العرب الأميركيين، خاصة في ولاية ميشيغان التي تعتبر معقلاً ديمقراطياً. تقرير صحيفة “ديلي ميل ” يلقي الضوء على رجال دين مسلمين شاركوا في تجمع مؤيد لترامب بمدينة ديترويت، حيث حظي بتأييد كبير منهم؛ مما أثار حماس ترامب، وأعرب عن شكره لدعمهم.
في المقابل أظهر استطلاع “YouGov” تقدماً لترامب بنسبة 45% مقابل 43% لمنافسته هاريس بين الناخبين العرب الأميركيين، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في توجهات هذه الفئة التي كانت تفضل الديمقراطيين تقليدياً، واللافت أن 68% من الناخبين العرب الآن يصنفون أنفسهم كمحافظين أو معتدلين ويميلون نحو الحزب الجمهوري أو استقلالهم السياسي.

خريطة تأثير العرب في الولايات الأمريكية
يمثل العرب الأميركيون ثقلاً انتخابياً مهماً في ولايات رئيسية قد تقرر مصير الانتخابات. تتصدر ولاية كاليفورنيا القائمة بـ 269 ألف مواطن من أصول عربية، تليها نيويورك بـ 160 ألفاً، ثم ميشيغان بـ153 ألفاً، ففلوريدا بـ 115 ألفاً، وتكساس بأكثر من 102 ألف.
مجتمعةً تشكل هذه الولايات قاعدة انتخابية مؤثرة تسعى الحملات الانتخابية إلى كسب تأييدها، وربما يكون ترامب كسبهم في هذه الانتخابات.

تخيلوا مشهداً نادراً في يوم الحسم، أن تنتهي الانتخابات الأميركية بالتعادل بين ترامب وهاريس، حيث يحصل كل منهما على 269 صوتاً انتخابياً من أصل 538 صوتاً، دون الوصول إلى عتبة الـ270 اللازمة للفوز. الآن ماذا سيحدث وفق القوانين الأميركية؟
على الرغم من أن هذا السيناريو نادر جداً، فإن الدستور لديه خطة حاسمة لهذه اللحظة، حيث تتدخل المادة الثانية والتعديل الـ 12 لتحديد الطريق أمام البلاد، فإذا حدث تعادل، تنتقل عملية اختيار الرئيس إلى مجلس النواب، حيث تُمنح كل ولاية صوتاً واحداً فقط بغض النظر عن عدد سكانها أو ممثليها، ويصوت ممثلو الولايات لاختيار الرئيس “لن يكون هذا التصويت سهلاً”، فهو يتطلب غالبية 26 صوتاً من أصل 50، وإلا يبقى الطريق مسدوداً.

الخشية في واشنطن أن يتكرر سيناريو الفوضى بدرجة أو بأخرى؛ فالساحة موتورة بما فيه الكفاية والمسرح جاهز لذلك.
من البداية قال ترامب ومن دون مواربة إنه دخل المعركة بنية “الانتقام” وتوعّد خصومه بملاحقتهم. وفي الآونة الأخيرة كرّر الإعلان عن اعتزامه على رفض القبول بنتائج الانتخابات لو فازت كامالا هاريس كما بدأ يمهد لمثل هذه الأجواء من خلال تلميحاته عن نيات وتحضيرات لسرقة الانتخابات منه. وفي ذلك تحضير لحشد الشارع لو جرت رياح الانتخابات لغير صالحه؛ فالمعركة في ضوء أرقامها مفتوحة على أي من الاحتمالين. ميزانها يتمايل مثل رقّاص ساعة الحائط.
يؤكد مراقبون أنه في حال فوز هاريس بفارق بسيط على ترامب من شأنه أن يفتح الباب للرئيس السابق لتفجير أزمة من عيار أزمة 2020.

إرم نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا