19.1 C
Amman
الأحد, نوفمبر 23, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتلن تعود الشخص نفسه : رحلة النضج من رحم الانهيار

لن تعود الشخص نفسه : رحلة النضج من رحم الانهيار

المسقتل – د . اميرة مصطفى

هناك مقولة تنسب إلى دوستويفسكي تقول انه بعد انهيارك الأول لن تعود الشخص الذي كنت عليه ، جمله قرأتها و عايشتها حيث تمر بمرحلة تحول فارقة ، تتغير فيها هويتك و نظرتك للعالم بشكل دائم ، و التغيرات هنا لا تعني الضعف بالضرورة لكنها مسار للنضج قد تؤدي إلى نمو ما بعد الصدمة ، حيث تكتشف جوانب قوة لم تكن تعلم بوجودها.

هذه المقولة تلخص حقيقة عميقة ان الازمات الكبرى تترك بصمة لا تمحى علي النفس البشريه ، حيث تتغير هويتك و تتأثر نظرتك لنفسك و قدراتك و قد تصبح أكثر انفتاحا و مرحا و في نفس السياق أكثر انطوائيه و حذر.

هنا أنت بين خيارين إما أن تصبح أكثر هشاشة و ضعف  أو تكتسب صلابة وقدرة أكبر على التكيف.

تتغير نظرتك للحياة مع مجموع التجارب التي إعادة تقييم للأولويات والقيم مما يمنحك  منظور أعمق و أكثر حكمة للحياة ، تشمل مراحل نمو محتملة من الانهيار إلى النضج ،  فلا يقتصر تأثير الصدمه هنا على الاضطراب و القلق بل يمكن أن يكون حافزا للنمو الإيجابي ، حيث تتخطى فيها مرحلة التكيف الى مستوى أداء أعلى من السابق على صعيد تقبلك للمشاعر و السماح لنفسك بالشعور بالحزن و الغضب و الخوف دون إجبارها على التحدث عنها قبل الاستعداد لذلك.

قد تبعث عن الدعم في محيطك من العائلة و الاصدقاء أو مجموعات دعم مرت بهذه المرحلة ، قد تتعلم المرونة النفسية والميل مع العاصفة بدلا من مواجهتها بصلابة قد تؤدي إلى الكسر فقط لأنك تريد أن تستعيد توازنك و قوتك تدريجيا ، تستخدم هذه التجربة كدرس لتبني أساليب جديدة وأكثر نجاحا في الحياة لاستيعاب ما مررت به وكيف تكيفت معه وخرجت منه أكثر صلابة و قوة.

خلاصه القول : الانهيار الأول هو نقطة تحول لا رجعة فيها و لكنه ليس النهاية ، أنه بداية لرحلة جديدة لإعادة اكتشاف الذات وبنائها بشكل مختلف و أقوي ، التغيير حتمي و الخيار يكمن في كيفية توجيهه نحو النضج و النمو.

في المقال القادم سوف ارسم لك خطوات لتعزيز مرونتك النفسية بعد الصدمة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا