المستقل – كتب : طارق خضراوي
لم يكن غريباً الاجماع النيابي على انتخاب مازن باشا القاضي رئيساً لمجلس النواب ولم يكن هذا الاجماع وليد اللحظة او مصادفةً ً او مجرد ترتيب بين الكتل النيابية والنواب المستقلين بل كان اجماعاً على شخصية وازنة كسبت محبة واحترام الاردنيين بالاخلاق والتواضع ودفء اللسان وحسن الكلام والمعاملة، فلم يُسجل على القاضي اساءة لفظية او نفسية لاي مواطن او شخصية سياسية او اقتصادية او نيابية طيلة فترة عمله في الامن العام ثم النيابة والوزارة وثم العودة الى مجلس النواب نائباً ورئيساً .
مازن تركي سعود القاضي وللاسم دلالته ، حفيد شيخ تزعم احد أهم القبائل العربية في بادية الشام والجزيرة العربية والعراق فكان جده الشيخ سعود القاضي بحكمته وحنكته يطلب نصحه زعماء وشيوخ القبائل في مختلف اصقاع ارض العرب الممتدة واصبح ممثلاً للبادية الشمالية في مجلس النواب لعدة دورات في خمسينات وستينات القرن الماضي في مرحلة مهمة من تاريخ الدولة الاردنية ، فنشأ “مازن” في هذا البيت العربي البدوي الطيب في حوشا البدوية المفرقاوية الأردنية متعلماً ان قيمة السيادة والزعامة تقدر بما تقدمه من خدمات للوطن وللناس ومن منطلق التواضع للأخرين “شيمة الغانمين” والإحساس بحاجاتهم ، فكان عمله الشُرطَي يتشارك به خبرته الاجتماعية مع العائلات والعشائر الأردنية وذلك في مختلف الوحدات الأمنية وخاصة مع توليه قيادة قوات البادية الملكية وخلال مواقع عمله القيادية سواء مديراً للأمن العام او وزيراً للداخلية حتى وصوله لقبة البرلمان نائباً ومن ثم رئيساً له في يوم تشريني مبشراً بخير العطاء ودوامه المعروف عنه .
الأجماع النيابي على انتخاب مازن القاضي رئيساً ومن ثم الترحيب الشعبي الكبير الذي تلاه لم يكن غريباً لكل من عرف ابو يزيد او رآه وكلمه ولو مرة واحدة ولفترة صغيرة ، فالرجل استطاع كسب الاحترام والمحبة خلال تاريخ عمله ونشاطه بكل عفوية صادقة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة الآنية ، وقدره الآن ان يترأس الحجرة البرلمانية الأولى في فترة استثنائية ومهمة من تاريخ الأردن والمنطقة وقد تعدد وعظم مصادر الخطر والشرور التي تستهدف مملكتنا الاردنية الهاشمية العزيزة خاصة بالتهجير والأوهام التوسعية ولكنه أهل بذلك بلا شك مدفوعا بثقة قيادته الهاشمية التي عرفت مهارته القيادية في مواقع سابقة ، فضلاً عن ثقة ومحبة زملائه النواب الذين زكوه بلا منافس رئيساً لهم بكل جدارة.
معالي الباشا ابو يزيد نائب الوطن ، قبل ان نقول لك مبارك ثقة زملائك فأننا ندرك وبكل قناعة انك بلا شك أهلٌ للقيادة بفنها وحكمتها، وهي القناعة التي لازمت مشوار حياتك الشخصية والعملية في مختلف المواقع من حوشا حيث بيت العائلة المضياف البدوي الى العبدلي حيث بيت الأمة وآمالها.
مازن باشا القاضي شخصية استثنائية وقامة وطنية لا تقبل القسمة على اثنين فهو الاردني الاصيل الشهم صاحب المواقف الكبيرة ، فالرئاسة لا تزيده الا حباً للعطاء لهذا الوطن الاغلى وتطويراً وتجويداً للعمل البرلماني واعادة الهيبة الى المجلس الذي يمثل صوت الشعب وضمير الامة .. هذا هو مازن القاضي وسيبقى الاردني الوفي والمخلص للوطن والقيادة الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني .


