المستقل – دانيه أحمد
أعلن حزب الله في 17 سبتمبر 2024 عن إصابة مئات من مقاتليه وبعض المواطنين اللبنانيين بجراح متفاوتة الخطورة، في حادثة غير مسبوقة، إثر انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها. هذه الحادثة أثارت قلقًا واسعًا حول التقنية المستخدمة وحجم الضرر الناجم عن هذا النوع من الانفجارات، مما يشير إلى تصعيد تقني جديد في النزاع القائم.
ما هو جهاز البيجر؟
يُعد البيجر جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير يُستخدم لاستقبال الرسائل والتنبيهات عبر إشارات راديوية. يعمل البيجر من خلال استقبال إشارات من جهاز إرسال، وعندما تصل الرسالة يتم تحويلها إلى إشارة راديوية، يستقبلها البيجر وينبه المستخدم بإصدار صوت أو اهتزاز. على الرغم من أن هذه التكنولوجيا تُعد قديمة نسبيًا مقارنة بوسائل الاتصال الحديثة، إلا أنها ما زالت تستخدم في بعض القطاعات التي تحتاج إلى تواصل سريع وآمن.
استخدامات البيجر الشائعة
تستخدم أجهزة البيجر في قطاعات مختلفة، مثل المطاعم والمقاهي لتسهيل التواصل مع الزبائن، وفي المستشفيات والمؤسسات الطبية لتنسيق العمل بين الطاقم الطبي. كما يتم استخدامها في بعض المنشآت التجارية الكبيرة لتسهيل التواصل بين الموظفين، وفي بعض الأحيان يستخدمها رجال الأمن لتنظيم الاتصالات بشكل خاص، بعيدًا عن الشبكات التقليدية.
مميزات الجهاز وأمانه
تمتاز أجهزة البيجر بالقدرة على العمل في بيئات قاسية إلى جانب ذلك، تُعد أجهزة البيجر صعبة الاختراق لأنها لا تعتمد على شبكات الإنترنت، بل تعمل بتقنية الأمواج الراديوية على ترددات محددة، مما يجعلها أكثر أمانًا من وسائل الاتصال الحديثة. ومع ذلك، الحادثة الأخيرة تشير إلى أن هذه الأجهزة قد تصبح هدفًا للهجمات المتطورة.
التفجير: تطور تقني غير مسبوق
وفقًا لمحللين وخبراء في الاتصالات، يُعد تفجير أجهزة البيجر الذي حدث مؤخرًا في لبنان تطورًا تقنيًا كبيرًا وغير مسبوق. يُعتقد أن العملية كانت معقدة وتتطلب مستوى عالٍ من التنسيق والمعرفة التقنية. كما يُرجح أن هذه العملية لم تنفذ من قبل إسرائيل وحدها، بل بمساعدة من حلفاء ذوي خبرة في مجال الاختراقات التقنية واستخدام الترددات الراديوية.
ردود الأفعال الأولية
حزب الله وصف التفجير بأنه “عملية استهداف ممنهجة” تهدف إلى إضعاف المقاومة وزرع الفوضى بين صفوفها. كما بدأت التحقيقات الداخلية لمحاولة فهم كيفية اختراق الأجهزة، وتحديد الأطراف المسؤولة عن هذه العملية. على الصعيد الآخر، أبدى المواطنون اللبنانيون القلق بشأن سلامة وسائل الاتصال التقليدية، وسط مخاوف من تصاعد استخدام التقنيات المتقدمة في استهداف الأفراد.
حادثة انفجار أجهزة البيجر تفتح بابًا جديدًا على طبيعة الصراعات الحديثة، حيث أصبح الأمن السيبراني والاختراقات التكنولوجية جزءًا لا يتجزأ من الحرب. هذا التصعيد يطرح تحديات جديدة أمام المنظمات والأفراد في تأمين وسائل الاتصال الخاصة بهم، ويعزز الحاجة إلى تطوير أنظمة أكثر أمانًا واستجابة للهجمات المستقبلية.