17.1 C
Amman
السبت, سبتمبر 27, 2025
spot_img

مفاوضات

المستقل – كتب : عبدالهادي راجي المجالي

يقولون أن اتفاقا وشيكا سوف يوقع على الطاولة بين إيران وأمريكا … وهناك تقارير متلفزة تبث عن أماكن الحوار ..من ضمنها السفارة العمانية في دولة أوروبية ، والبعض من المحللين يتحدثون ، وتسريبات من هنا وهناك تفيد بأن القوة الصاروخية وضعت تحت بند النقاش .

ماذا يدور في المفاوضات ؟ لماذا لايقومون ببث حوارات الوفود …هل من الممكن مثلا أن يقول رئيس الوفد الإيراني لرئيس الوفد الأمريكي : ( ما دخلك) ، هل من الممكن أن تتطور الحوارات إلى مشاجرة يتم استعمال (المكتات ) فيها …أو مثلا يستفز أحد أعضاء الوفد الإيراني ويقول لأحد أعضاء الوفد الأمريكي (سكر ثمك) …ويتدخل الوسيط ويقول للجميع : ( اتفاهموا بره) ..

تلك ليست مفاوضات ، من يقول أنها مفاوضات يكذب …هي مجرد جلسة يحاول فيها الإيراني أن يبتسم ، ويقابله الأمريكي بابتسامة صفراء ، ثم يضع له الأمريكي شروطه ، والإيراني يحاول أن يخفف من حدتها ، ثم يخرجون لتناول الشاي ..ويحاول بعض أعضاء الوفد الإيراني ، الحديث على انفراد مع الأمريكان لأجل تلطيف الأمر ، وحين يندلع الحديث ترن زوجة المفاوض الأمريكي ، ويترك الإيراني وحده ويكمل الحديث خارجا .

أمريكا لا تفاوض أمريكا تقدم شروط الإنبطاح ، وثمة محاولات من الطرف الاخر ليكون الإنبطاح على الظهر وليس على البطن .

أنا لا أفهم لماذا يرهق الإعلام نفسه بهذه الأخبار ، القصة تشبه من يريد أخذ (حقنة) في العضل ، الأمر لايجوز دون خلع البنطال ، عليك أن تخلعه وتتلقاها ، والغريب أن البعض يؤكد أنه تلقى الحقنة من خلال البنطال ، في النهاية حصل التلقيح … ما هو الفارق إذا ؟

كنت أتمنى لو أن الإعلام يعرض لنا هذه المفاوضات ، كنت أتمنى لو أننا نحصل على أحاديثهم ، كنت أتمنى لو أن من يسترجلون على المنطقة ، نرى حجم رجولتهم على الطاولة ، كنت أتمنى أن يفهم أساتذة العلاقات الدولية في كليات السياسة بجامعات الغرب المعنى الحقيقي للمفاوضات ، يفهموا أن ما يدرسونه مجرد ترهات على الورق لا أكثر ولا أقل ، وأن الحقيقة هي عكس ذلك .

هل من الممكن مثلا أن يخرج أحد المفاوضين يوما ، وقد تلقى (فشخة) ..أو يخرج أحدهم بقميص ممزق ويصرخ من باب القاعة قائلا : (ماشي بدبرك) …

للعلم ما يدور هو مجرد حوار حول طريقة الإنبطاح ، على الظهر أم البطن …وثمة مقترحات روسية دخلت أخيرا في المفاوضات تؤكد أن الإنبطاح (ع الجنب) ربما أجدى .

“الرأي”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا