المستقل – مندوبًا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، شارك سمو الأمير راشد بن الحسن، مستشار جلالة الملك ورئيس مجلس أمناء الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، في “المؤتمر الإنساني” حول غزة الذي عقد في باريس اليوم الخميس.
وقال الأمير راشد، في المؤتمر الذي استضافته فرنسا بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون لبحث سبل إيصال المساعدات إلى غزة، “في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، تم تهجير 1.5 مليون من سكان غزة من منازلهم وهم في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء، والأهم من ذلك الأمن”.
وتحدث سموه عن الإجراءات البرية والجوية التي اتخذها الأردن، بتوجيهات من جلالة الملك، لتقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة؛ مشيرا إلى أن الجهود كافة التي تبذل تواجه العديد من العقبات، ما يجعل مجمل المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للفلسطينيين غير كافية على الإطلاق.
وأشار سموه إلى طائرة المساعدات التي انطلقت صباح اليوم جوا إلى العريش، تحمل 45 طنا إضافيا من المساعدات، نظمتها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
ولفت سموه إلى أنه في السابق كانت غزة تتلقى 500 شاحنة مساعدات يوميًا، وهو ما كان يغطي أقل من ربع إجمالي احتياجاتها، مشددا على أن العودة إلى هذا الرقم في ظل الظروف الحالية لم يعد خيارا وإنما هناك حاجة لتجاوز هذا العدد إلى حد كبير.
وأكد سموه أهمية دور المجتمع الدولي في ضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والأدوية إلى قطاع غزة دون انقطاع، مع بذل الجهود لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر في الضفة الغربية.
ودعا سموه المنظمات الدولية والإنسانية للعمل بشكل وثيق مع الأونروا لتحديد الاحتياجات في غزة وتلبية المتطلبات على أرض الواقع وضمان تقديم المساعدات بالتنسيق مع المجتمع الدولي.
واختتم سموه كلمته بالدعوة لوقف معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدا حقه في حياة كريمة والعيش بسلام، وأن الطريق الوحيد لذلك هو من خلال عملية سياسية عادلة وهادفة على أساس حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وكان الرئيس ماكرون قد افتتح “مؤتمر باريس الإنساني” صباح اليوم الخميس بحضور عدد من رؤساء الدول والوفود وممثلي منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية.
ويهدف المؤتمر لبحث كيفية تنسيق المساعدات وتقديم الإغاثة للمصابين في قطاع غزة.
ودعا ماكرون خلال كلمته الافتتاحية الدول المشاركة إلى زيادة دعمها للمدنيين الفلسطينيين عبر منظمات الأمم المتحدة.
وأضاف ماكرون، أنه من الضروري حماية المدنيين في قطاع غزة وأنه “لا يمكن أن تكون هناك معايير مزدوجة فيما يتعلق بحماية الأرواح البشرية”، داعيا إلى احترام القانون الدولي.
وحذر ممثلو منظمات الأمم المتحدة من كارثية ما يحدث في غزة، مؤكدين أهمية وقف إطلاق النار وتطبيق اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
ودعوا إلى تنسيق المساعدات وتنظيم إرسالها لكي يكون من الممكن نقلها.