المستقل ـ رصد ـ “من ذلك الرجل الذي يخرج من بيت سيدنا؟”، يصف القائد السابق لمجموعة الأمن الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني أمين القطارنة، هيأة الملك الذي تخفى قبل بدء زيارة تفقدية سابقة لوحدة شؤون المرضى في منطقة الشميساني.
وبثت قناة “المملكة”، الجزء الأول من سلسلة وثائقي “العهد” الذي يتحدث عن مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال ربع قرن مضى.
يقول القطارنة عبر وثائقي “العهد”: “وصلت معلومات للملك أن مكتب خدمة الجمهور للمعالجات الطبية في الشميساني فيه تأخير في المعاملات يصل لأسبوعين لمواطنين يأتون من مناطق بعيدة”.
“وصلت هذه المعلومة لجلالة سيدنا الذي لم يرغب أن يسأل مسؤولا أو يتقصى عن الموضوع من خلال القنوات الرسمية وقال أنا سأقوم بزيارة تخفي لهذه المنطقة”، وفق القطارنة.
يروي القطارنة أن الملك نادى عليه وأخبره برغبته بإجراء زيارة مفاجئة دون إعلام وإعلان لأي جهة كانت، أي أن تكون سرية تماما، وقال الملك للقطارنة: “أريد أن أكون متخفيا وأنت يجب أن تكون متخفيا أيضا ومن يخرج معك أيضا”.
وفي اليوم المحدد ذهب القطارنة ومساعده والسائق لمرافقة الملك، و”خرج رجل من المنزل وتساءلت من ذلك الرجل الذي يخرج من بيت سيدنا وإذ هو جلالة سيدنا وكان متخفيا ويلبس لباسا عربيا”.
يقول القطارنة، إن الملك كان متخفيا ورأى كل شيء على أرض الواقع ورأى المعاناة، وقمنا بتعبئة استبيان ومعلومات كبقية الناس الموجودة والملك حصل على ورقة وقلم وبدأ بتعبئة الطلب وأنا كنت معه كمرافق مريض له، وكان أحد الموجودين ينادي على الملك ويقول له “يا حج ممكن آخذ القلم منك وجلالة سيدنا أعطاه القلم وكتب معلوماته وقام بإرجاع القلم لجلالة الملك”.
وعند عودة الملك أمر بأن تعود هذه الوحدة للديوان الملكي وتسمى دائرة خدمة الجمهور.
وافتتح الملك مبنى دائرة خدمة الجمهور على مساحة 1640 مترا مربعا في الديوان الملكي الهاشمي في عام 2012، الذي يضم مكتب معالجة المرضى غير المؤمنين صحيا ومكتب خدمة المتقاعدين العسكريين ومكتب الحالات الإنسانية.
“فتح باب الديوان”
يستذكر رئيس الوزراء السابق فيصل الفايز عندما كان رئيسا للتشريفات الملكية عام 1999، حواره مع الملك الذي قال فيه للفايز: “أريد أن أفتح باب الديوان للناس ونريد التواصل مع الناس وكل المراسلات التي تأتي من أي مواطن أردني يجب الرد عليها”.
وبدأ الملك مباشرة بالزيارات الميدانية، وزرنا كل محافظات المملكة وزرنا كل البوادي، وهذه الزيارات في البداية كانت مهمة جدا، بحسب الفايز.