المستقل – قال رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني العين الدكتور يعقوب ناصر الدين إن الأفق السياسي الأردني يشهد حاليًا تحولًا نوعيًا كان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد مهد إليه بالأوراق الملكية النقاشية التي حدد فيها قواعد المسيرة الديمقراطية، وعبر الحوار الموضوعي الذي أتاحه تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وما تبع ذلك من تعديلات دستورية، وصدور قانون متطور للأحزاب، وقانون عصري للانتخاب، وتوجه عملي لتمكين المرأة والشباب.
وأكد خلال لقاء حواري مع شخصيات وطنية في عمان من منطقة وادي السير مساء أمس أن هذه الفرصة التاريخية من شأنها توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، من أجل ترسيخ قوة الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وبناء الأردن الجديد الذي نستحقه، وتستحقه الأجيال القادمة
وأشار رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق إلى أن جلالة الملك هو الذي أكد على مفهوم الأحزاب البرامجية، وأوجد تيارًا واقعيًا قادرًا على توظيف قدرات القوى الوطنية في إحداث التغيير على أساس التحديث الممنهج للمنظومات السياسية والاقتصادية والإدارية، كبديل للأيدولوجيات البعيدة عن الواقع والمثيرة للجدل والتباين والاختلاف من دون أن تقدم حلولًا تخدم التنمية المستدامة، وكيفية النهوض بقطاعات الدولة المختلفة.
وأوضح العين الدكتور يعقوب ناصر الدين أن الجانب المهم في هذه العملية السياسية يستند على جيل الشباب الذين يمثلون الشريحة الأوسع في المجتمع الأردني وبهم يتصل الحاضر بالمستقبل، وأن مشاركتهم الفاعلة في مختلف شؤون الحياة العامة تشكل طاقة وطنية وأساسًا متينًا في بناء الأردن الجديد، وفي ثباته وقدرته على مواجهة التحديات، مؤكدا أن حزب الميثاق الوطني يستلهم رسالته من الرؤى الملكية السامية، ويعمل بجدية وبوعي وطني وروح ايجابية لخدمة المجتمع وتحقيق طموحات أبناء وبنات الأردن، يبتغون رفعة الوطن وتقدمه ونمائه .
وحول الأوضاع في المنطقة وأثرها على الأردن قال الدكتور ناصر الدين إن قضية فلسطين هي قضية الأردن ملكًا ودولةً وشعبًا، وأن الحزب قدّر عاليًا كل المواقف التي يتبناها جلالة الملك الذي حذر العالم كله من مغبة إنكار إسرائيل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وظل متمسكًا بحل الدولتين الذي تقوم على أساسه الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشريف .
وأضاف أن جلالة الملك سعى بكل قوة وما يزال إلى وقف حرب الإبادة على غزة، ووضع حد للممارسات العدوانية والاستيطان في الضفة الغربية، وتهويد القدس، واعتداء المتطرفين اليهود على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعمل على تشكيل تحالف دولي لإرسال جميع أنواع المساعدات للأهل في غزة، وكان مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة من أجل غزة الذي انعقد في عمان قبل أيام حدثا مهما في هذا السياق .
وجرى خلال هذا اللقاء الحواري نقاش معمق وموسع حول جملة من القضايا الوطنية، وخاصة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وضرورة ممارسة هذا الحق الدستوري ترشحًا وانتخابًا، وآلية التصويت للقوائم الحزبية والمحلية، وعملية التدرج في اتجاه تشكيل حكومات برلمانية، وأكد الحاضرون على ضرورة تكاتف الجهود من أجل حل مشاكل الفقر والبطالة، وتفعيل المقدرات الوطنية، واستغلال الموارد الطبيعة والبشرية الأردنية على أفضل وجه.