المستقل – طارق خضراوي
نجح الاردن في اجراء الانتخابات النيابية لانتخاب المجلس العشرين بالحلة الجديدة بنزاهة وشفافية ، ذلك ما اظهرته اولا طريقة ادارة العملية الانتخابية من قبل الهيئة والمستقلة للانتخاب ، وثانيا النتائج التي حصدتها القوائم المحلية “المستقلة”، والقوائم المحلية المحسوبة على الاحزاب واخيرا القوائم الحزبية .
وقد ظهر جليا ان الكثير من الاحزاب حصدت نتائج مخيبة لامآل وطموحات المنتسبين والجماهير ، اضافة الى النتائج شكلت صدمة كبيرة للمرشحين ، خاصة الاحزاب التي توقعت ان تحصد قوائمها الحزبية من 5 – 10 مقاعد حزبية ولم تحصد سوى 2 – 5 مقاعد فقط !
هنالك اسباب طبيعية وموضوعية لهذه النتائج والتي لم تاتِ عبثا او صدفة اول هذه الاسباب هي ان خطاب الاحزاب واللغة المستخدمة في مخاطبة الشارع الاردني لعبت دوراً في كسب تأييد وتعاطف الناخبين او تنفيرهم وعدم قناعتهم بالحزب او شخوصه او برنامجه ، بالاضافة الى بنية القوائم الحزبية والتي صّدرت في معظمها نواب ووزراء سابقين في مرحلة جديدة نجح فيها عدد من النواب السابقين ولم يحالف الحظ بعض المرشحين الجدد ” الوجوه الجديدة” الطامحة بالوصول الى قبة البرلمان .
وبالاضافة الى ذلك ولكي لا نحمل الاحزاب وزر النتائج المخيبة للآمال واستمرارا في حديثنا الموضوعي ، فان بعض الاحزاب الجديدة لم تنضج بعد لكونها لم يسبق لها ان خاضت انتخابات نيابية سابقة على عكس حزبي جبهة العمل الاسلامي والحزب الوطني الاسلامي صاحبي التجربة السابقة والحالية حيث ان الحزبين استطاعا التحضير جيدا لخوض الانتخابات فحصد كل منها نتائج متقاربة مع التوقعات وهنا يظهر جليا دور الخبرة والاستفادة من التجارب السابقة .
ان الاحزاب مطالبة اليوم باعادة بناء هيكلها الداخلي على مستوى القيادات والبرامج واعادة دراسة الخطاب الحزبي والشعبي الذي على اساسه حصد كل منها نتائجه في الانتخابات ، والاحزاب بحاجة الى جلسات عصف ذهني ودراسة متعمقة ومتأنية في التجربة الانتخابية الاولى وافرازاتها ونتائجها ، ليتم على اساسها اتخاذ القرار السليم واصلاح مسيرة كل حزب بما يضمن تحقيق نتائج افضل وصياغة برامج انتخابية تلامس احتياجات المواطنين وطموحهم وامالهم وتكون قابلة للتطبيق والتنفيذ على ارض الواقع .
ان مبادرة الامينة العامة للحزب الديموقراطي الاجتماعي الاردني سمر مروان دودين في تقديم استقالتها من الحزب ، يحسب لها من ناحية الحفاظ على الديموقراطية داخل الحزب وافساح المجال امام المنتسبين الاخرين لقيادة الدفة واكمال المسيرة بعد فشل الحزب في تخطي العتبة الانتخابية ، وقد جاءت استقالة دودين “بحسب البيان الذي اصدرته يوم الاربعاء الماضي” من باب المسؤولية الاخلاقية ، فهل نشهد في الايام المقبلة استقالات في الاحزاب على مستوى القيادات ام انها ستبقى ممسكة في زمام الادارة والقيادة ام ستتخذ اجراءات وقرارات تصحيحية واصلاحية تضمن استمرارها وعدم تكرار ذات النتائج في انتخابات اخرى خاصة مع اقتراب موعد اجراء انتخابات بعض النقابات المهنية بالاضافة الى ان الشارع الاردني ينتظر اجراء الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات وكيف سيكون شكل ومضمون هذه المجالس في ظل الحياة والانتخابات الحزبية الجديدة ؟!