المستقل – أشار تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، إلى أنه يمكن تفسير مقترح الرئيس دونالد “الصادم” بشأن في عدة مسارات أهمها؛ حيلة تفاوضية، أو إلهاء، أو تعزيز نظرية الرجل الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
وقالت الصحيفة إنه بينما عرض الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، الفكرة الأكثر تحررًا لولاية ثانية غير مقيدة بشكل متزايد، تكمن المعضلة، كما هي الحال دائمًا مع ترامب، في تحديد ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي؛ وإن تجاهل مثل هذه المقترحات أمر محفوف بالمخاطر.
وبحسب الصحيفة، صدم وعد ترامب الشرق الأوسط وخصومه وحلفاءه الذين بادروا على الفور برفض المقترح، وحذروا من تداعياته على أمن المنطقة برمتها.
وفي حين أن اتباع مثل هذا المسار يعني تهجير مليوني فلسطيني من أراضيهم، اقترح ترامب إنشاء “مرافق مختلفة” لهم في أماكن أخرى، علاوة على أنه دفع الأمريكيين في مرجل الشرق الأوسط.
ورغم هجمات ترامب المستمرة منذ سنوات على مفهوم التدخل، إرسال قوات، في الدول الأجنبية، سيتطلب الأمر في جميع الاحتمالات تعبئة ضخمة للقوات المسلحة الأمريكية.
ورجحت الصحيفة أن يكون لخطة ترامب المعلنة دوافع مبطنة أخرى؛ أولها، إلهاء وتشتيت انتباه الصحافة الأمريكية ووسائل التواصل الاجتماعي والرأي العام بمجمله عن خلافات أخرى أكثر واقعية ومملة ولكنها أكثر مشروعية.
أخبار ذات علاقة
ويأتي إعلان ترامب بشأن غزة بشكل ملحوظ للغاية في الوقت الذي قامت فيه المعارضة فجأة بحشد المزيد من الجهود لمكافحة استيلائه العدائي وإيلون ماسك على الحكومة الفيدرالية.
وأضافت الصحيفة أن المسار الثاني قد يقود إلى حيلة تفاوضية أيضًا؛ لكنها مخصصة للشرق الأوسط وليس للنقاش السياسي الداخلي.
ومن الممكن أن يكون هذا بمنزلة تهديد من ترامب، بما لا يمكن تصوره، لإجبار اللاعبين في الشرق الأوسط على السعي لتحقيق سلام أكثر استدامة من خلال مفاوضات أكثر جدية.
وسيكون الأمر أشبه بتهديد ترامب مؤخرًا لكندا والمكسيك برسوم جمركية ضخمة، لكنه تراجع مقابل تنازلات تبدو متواضعة.
وتابعت الصحيفة، أن خطة ترامب قد تستحضر مسارًا ثالثًا يعيد إلى الأذهان نظرية “الرجل المجنون”. الفكرة في الأساس هي جعل الدول الأخرى تعتقد أنك لا يمكن التنبؤ بك تمامًا وأنك قادر على فعل أي شيء، لإبقائهم في المسار الصحيح.
واستخدم هذه النظرية ريتشارد نيكسون في تعاملاته مع الاتحاد السوفيتي، ويبدو أن ترامب يرى بوضوح فائدة هكذا مقترحات جنونية.
أخبار ذات علاقة
وأردفت الصحيفة أنه رغم أن التهديد باحتلال غزة يتناقض مع الطريقة التي عرض بها ترامب سياسته الخارجية لسنوات عديدة.
كما شدد ترامب على مبدأ “أمريكا أولًا” وقال إن الولايات المتحدة ليس لديها أي مشروع لبناء دولة في الشرق الأوسط.
إلا أن خطة ترامب قد تكون حقيقية وتُفسر بعودة مفاجئة إلى الإمبريالية؛ إذ لا يتحدث ترامب الآن عن بناء الدولة فحسب، بل يتحدث أيضًا عما قال النقاد إنه يرقى بالضرورة إلى مستوى التطهير العرقي للشعب الفلسطيني.
