الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالدلايكة يكتب: زيارة الفرصة الاخيرة

الدلايكة يكتب: زيارة الفرصة الاخيرة

المستقل – علي الدلايكة

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة الى مجلس الوزراء والرسائل التي أطلقها جلالته والتي هي اصلاحية بإمتياز ليست موجهة للحكومة فقط . بل الى كافة مؤسسات الدولة والشعب الأردني عموماً ، فهي توجيه وايعاز للتنفيذ والرقابة والمحاسبة وايذان بالبدء بنهج جديد من الإدارة العامة والتي هي الأساس وما يبنى عليه من اقتصاد وسياسة واجتماع . الإدارة التي تبنى على الكفاءة والاقتدار والبعد عن الواسطة والمحسوبية والشللية .. الإدارة التي تحكم النظام المالي وتضبط الإنفاق وترشده .. الإدارة التي تغلق جميع المنافذ أمام الفساد وهدر المال العام الذي أصبح يؤرق الجميع .. الإدارة التي تنهي جميع أشكال البيروقراطية التي قتلت الإبداع والإنجاز .. الإدارة التي تنطلق من اللامركزية بشكلها ومرادها الحقيقي .. الإدارة في العمل الميداني والتواصل مع المواطنين في مواقعهم وهي الأساس في كشف الخلل مبكراً ومعالجته وهي ما تضمن الحصول على تغذية راجعة حقيقية يستند عليها المسؤول في تقيم اداء من يعملون بمعيته والمؤسسة التي يرأسها .. الإدارة التي تجيد الثواب لمن أجاد والعقاب لمن اخفق .. الإدارة التي تخلق بيئة مناسبة ومنافسة للاستثمار والمستثمرين .. الإدارة التي تكون السبب الرئيسي في التحفيز الاقتصادي كل ذلك وغيره الكثير الكثير .
 

تميزت الزيارة الملكية عن سابقاتها بأنها حددت المطلوب القيام به خلال الفترة المقبلة وربطت الإنجاز بفترة زمنية محددة وهذا يعني جدية المتابعة واهميتها نتيجة للجدية والاهمية القصوى للوصول للهدف المنشود والذي طال انتظاره والذي شكك به البعض وكثر القيل والقال حوله وهو الإصلاح بشتى صوره وأشكاله.
 

الزيارة رسالة مهمة تحمل الكثير من الجديد للجميع وعلى الجميع التعامل معها بكل جدية ومهنية وحرفية فجلالة الملك عبر بلسان حال الشعب الأردني عن الحاجة الى ترجمة ما قيل وما شرع  بخصوص الاصلاح على أرض الواقع والى ضرورة الانطلاق الفعلي بهذه المسيرة بخطوات واثقة إلى الأمام وان لا ندع للشك والاحباط والمحبطين مكاناً بيننا ولا منفذاً يلجؤون من خلاله لتحقيق مآربهم ومقاصدهم .

الحكومة هي المعني الأول من خلال اذرعها بالتحرك الفوري وفتح جميع الآفاق أمام العمل والإنجاز وكذلك مجلس الأمة بشقيه (النواب ، الاعيان) أن يكون العون والشريك الحقيقي من خلال الرقابة الحقيقية والفاعلة على التنفيذ بعد أن أنهى التشريع وان يبتعد عن الاثارة والشعبوية والاهتمامات الشخصية وكل ما ينغص ويربك ويعيق العمل.
 

 أما الشعب الأردني عليه أن يدرك أن هذة فرصة تاريخية قد لا تتكرر مرة أخرى ، لذلك علينا أن نحرص شديد الحرص على الاستفادة منها وعلينا أن نتعامل مع مجريات الأحداث بواقعية ومنطقية وشفافية وان نؤسس لانطلاقة جديدة متينة في الدولة الاردنية حيث لا مجال أمامنا غير ذلك في هذا العالم المطرب الذي بات تحكمه المتغيرات غير المنضبطة والذي سادت به المصالح الضيقة وانقلبت القيم وتبدلت فلا اعتبار الا للقوة والقوة الاقتصادية اهمها واصبحت الصراعات تتم بالوكالة وأصبح الغذاء والطاقة عنصر رئيسي من عناصر الحسم فيها واصبحت السياسة والعلاقات الدولية لعبة مصالح ومقايضات ، لذلك أمام ذلك كله علينا أن نعي عظم التحدي القادم وعلينا أن ندرك ونحدد كيف يجب أن نكون لنكون كما نريد وليس كما يريدون لنا وان نستثمر في القوة السياسية والعلاقات الدولية وقوة الحجة والخطاب الذي يمتلكه جلالة الملك والذي حتماً سيعطي أيضا دفعة قوية لمسيرتنا التي نريد.
 

علينا جميعا أن لا نخذل الملك فيما يريده وما يستشرفه للدولة الاردنية ومن حرصه على مكانتنا عربياً واقليمياً ودولياً حيث أن تحقيق الإصلاحات سيعطي دفعة قوية سياسياً واقتصادياً تمكنا من مواجهة ما يحاك وما يخطط له وتمكنا من المحافظة على ثوابت الدولة الاردنية التي طالما دافع ونافح من أجلها جلالة الملك هذه الثوابت التي يلتقي عليها جميع الأردنيين وهي التي تعزز جبهتنا الداخلية وصمودها خلف القيادة الهاشمية الحكيمة وهي العنوان الرئيس لسياسة الدولة الاردنية في خطابها ودبلوماسية تعاملاتها الدولية .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اخبار تهمك