الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتلايف از جو اون !

لايف از جو اون !

المستقل – كتب : عصام ابو الهيجاء

في مشهد نعيشه كل يوم في بيوتنا في سيارتنا في مدارسنا, في الطريق الى العمل , اثناء التسوق وخلال اوقات العمل !

عند اجتماع الاسرة اذا تبقى , عند الالتمام حول سفرة الغداء عند أخر الليل وقبل اداراك الدقائق الاخيره ما قبل النوم !

صديق سمج إحتل اولادنا صغارا كانو ام كبار ذكورا واناثا وسامحوني على التعبير لكن ما جعلني انعته بهذه الصفة فقط لانه محتل فقد احتل مساحة واوقات اولادنا وبناتنا , قتل برائتهم , اغتال عفويتهم وسرقهم منا!

في ظل العصر الذي نعيشه, عصر التكنولوجيا الشرسة, عصر السلبيه طغت على الايجابية, عصر الاستخدام والتوظيف الخاطئ . عصر الرقمنة او كما يسمونه عصر الديجتال تولد لدينا جيل كامل يسمى ابطال الديجتال !

هل سألت نفسك عندما يغيب عنك ابنك او بنتك لساعات ؟ هل سألت نفسك متى اخر مرة جلست معهم وتبادلتم النقاش في موضوع ما؟ هل كثرت اسألتهم الغريبة والمقلقة ؟ هل اصبح يرددون مصطلحات لم تسمع بها من قبل ؟ هل تغيرت اشكالهم؟ هل اصبحوا رومانسيين او وجدوا تبريرًا للذئب في قصته مع ليلي؟

ظهر في العقد الاخير تعلق غير مسبوق في ما يسمى منصات التواصل الاجتماعي وتنافست الشركات العالمية على اصدار نسخ لا حصر لها من الهواتف الذكية لشتغيل او احتضان هذه المنصات ! وفي ظل الثورة التكنولوجية التي نشهدها والتقدم الذي نعيشه والذي اعاد صياغة اسلوب حياتنا الجديد اصبح استخدام مثل هذه التكنولوجيا شيئ اساس لفهم متطلبات الحياة ولمواكبه العيش الطبيعي !

اليوم لا اعتقد ان هناك بيت يخلو من توفر الاجهزة الذكية او الانترنت ونسبة قليله جدا من اطفالنا لا يعرفو على الاقل منصة واحد من منصات التواصل الاجتماعي و3 العاب الكترونية ! لكن هل اجتياح هذه التقنيات الى بيوتنا اضافت لنا قيمة , هل صلحت الواقع او هدمت الاساس ؟ هل استخدمناها كما يجب ام أننا انغمسنا في روعة ضلالها ؟

دعونا نفكر في بعض الامور مع أنني من الاشخاص المشجعين جدا على التطور التكنولوجي و شخصيا اعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة ! لكن ما أود ان انقله لكم هو بأننا “نحن السبب” ؟

لنرجع للتفكير: الاجهزة المحموله او الذكية كما يطلق عليها متوفره في كل مكان وبأسعار تناسب كافة الشرائح , عروض الانترنت اصبحت بالمجان ” الا شلن ” و منصات التواصل الاجتماعي تماما مجانية الاستخدام والمشاركة ولا ننسى الالعاب الالكترونية يتوفر منها الالاف النسخ المجانية ؟

لن اتطرق لماذا مجانية او اذهب الى معتقدات متداوله انتم تعرفونها أكثر مني الا انني مقتنع تماما ان السبب مادي بحت لكنه طويل المدى وسأشرح هذا الموضع لاحقا.

نحن السبب ؟

عندما نفتقر لتنظيم الوقت, عندما ننسلخ عن عادتنا ومعتقداتنا, عندما نلبس عباءات ليس لنا …نحن السبب

عندما نرحب بكل ما هو جديد دون ان نفهم معانية ونستقبله على انه تطور, عندما نقلد ونمشي مع القطيع , عندما نفقد الهوية … نحن السبب
 

يحدث في مجتمعنا::

يستقيذ صباحا مع عائلته الجميله يقوم باطفاء المنبه على هاتفه الذكي, يتفقد ما تلقاه من اشعارات على برامجه التي اعتاد استخدامها ومن ثم يحتسي فنجان قهوته ويتجهز للخروج وأبناءه !

يصعدون الابناء الى السيارة في الكرسي الخلفي حاملين هواتفهم الذكية يبدأون اكتشاف عالمهم الافتراضي على سناب شات , كم عدد الكوينات التي قام بجمعها من الالعاب الالكترونية ويستعرض اخر صرعات تيك توك أما الاب العزيز معتلي قمرة القيادة ماسكاً بيده اليسار المقود وبيديه اليمين هاتفه الذكي يتصفح و يتابع اخر القضايا الهامة كـ هل يجوز هز نعش جورج الراسي اثناء الجنازة ام هل المواطن الصالح هو من يعيد جرة الذهب الى المسؤولين وعيناه في هذه الاثناء تتناوب بدقة عاليه وانتباه على الطريق تارة وعلى هاتفه الذكي تارة اخرى ويرمي بعض النظرات الخاطفة بين فترة واخرى على اولاد في الكرسي الخلفي ليشعرهم بمراقبته الدائمة لهم. لينتهي المشهد الاول هنا وبتكرار مذهل الى ان يصل الاولاد الى المدرسة مع بعض الابتسامات المزيفه وانحناءه خفيفه للرأس احيانا الى اليمين واخرى لليسار كما اعتادوا ان تفعل مشهورة التيك توك فلانه العظيمة !

 

يمضي الاب العزيز مودعا وداعيا لاولاده في سيارته الى مكان عمله ليبدأ يومه في النقاش الحاد حول التريندات التي احتلت الساحة الاعلامية خلال ال 24 ساعة الماضية ويبدأ في التحليل والبحث في هذه المواضيع لاشغالها الرأي العام, ليأتي بعد عدة ساعات خبر ان اخاه (ابن ابوه وامه ) قد انتقل الى الرفيق الاعلى وغادر هذه الحياه , ليقوم على الفور وبدون أي تفكير بكتابة منشور على منصات التواصل الاجتماعي يشعر جمهوره بانه حالته حزينه جدا لفقدانه أخاه ومع اقتباس بعض الاحاديث التي تذكر بالموت ( كوبي بيست من جوجل ) وبعدها مباشرة يرسل لزوجته رسالة نصية لمشاطرته الحزن ولتتفاعل معه على منصات التواصل! أما اولاده فيحاول جاهدا وخاصة في البداية ( الخبر وهو حامي ) ان يبقيهم بعيدا عن مثل هذه الاخبار المزعجة لأن هذا حتماً سيؤثر على صحتهم النفسية لينهي ما ينهيه ذاك اليوم ويرجع مساء الى البيت عند اولاده وزوجته وبمغمازات حذقة واتفاقات مسبقة مع الزوجه ليحافظ على جو البيت الصحي والنفسي يدخل البيت السكينه تخيم على جو البيت حيث كل فرد في هذه العائلة يمسك بهاتفه الذكي بصمت وبدون أي اصوات مزعجه مكتشفاً عالمه ليبقى محافظا على اكتشاف كل جديد قي ظل هذا التطور المستطرد عندها يقوم هذا الوالد اللطيف المراعي لشعور ابناؤه بالاطمئنان على اولاده وعلى يومهم المدرسي كأن شيء لم يحدث هذا اليوم ليتلقى الرد على اسئلته بايماءه رأس راقيه وخفيفه توصل جواب تام وشافي ! حتى يكتشفوا بعد دقائق قليله أن عمهم قد توفي اليوم وقد قام والدهم بتوثيق هذه الذكرى على منصات التواصل الاجتماعي ما يجعل الابن الكبير يقوم بوضع وجه حزين تعلوه دمعه على منشور والده وتتبعه البنت بكتابة تعليق life’s go on

كم أنت عظيم ايها الوالد كم انتي عظيمة ايها الام

مستشار التسويق الرقمي عصام أيو الهيجاء

 

 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اخبار تهمك