ملو العين يكتب .. السياحة والنقل بين محيط يتطور وعجز المسؤولين عن المواكبة !!

2022-08-11 12:52 PM

image

المستقل - كتب : د . نضال ملو العين


لطالما كان الاردن هو المتنفس والرئة الثانية للشعب الفلسطيني الشقيق وكانت الابواب دائماً مفتوحة على مصراعيها دعماً للاخوة الفلسطينيين الراغبين بالسفر والتنقل من فلسطين الى الاردن وباقي دول العالم للدراسة او التجارة والعمل وحتى السياحة في الاردن والدول الاخرى فكانت ولا زالت المعابر الحدودية والجسور والمطارات تستقبل الاشقاء برحابة صدر وتقدم لهم كافة الخدمات على اكمل وجه.

مؤخراً طالعتنا الصحف المحلية والعربية والعالمية باخبار تتحدث عن ان سلطة المطارات في الاحتلال الاسرائيلي ستسمح للفلسطينيين في الضفة الغربية السفر عبر مطار رامون بالقرب من إيلات إلى تركيا ، وعندما نقرأ مثل هذا الخبر نفهم بأن المقصود منه هو الضغط على الأردن ومحاولة إضعافه اقتصادياً ولا ننسى ان هناك رحلات مباشرة إلى عدد من دول الخليج التي يعمل بها عدد من الفلسطينين الذين ستكون رحلهم مباشرة دون المرور من الأردن مما ينعكس على حركة الطيران والجسور والمعابر وغيرها ممن كانو يقيمون في الأردن بانتظار رحلتهم بالذهاب او الاياب وهي نسبة غير بسيطة كانت تتغنى فيها السياحة حيث أنه لم يكن للمسافرين بديل غير ذلك والان ستختفي هذه النسبة في الفترات القادمة وستكون مغرية لتقليل التكاليف للمسافرين والوقت والجهد والإجراءات.  


و ما حدث في موضوع مونديال قطر 2022 بأن قام المسؤولين عن السياحة باعطاء الدول الشقيقة الاولوية بالتسويق واستضافة الجمهور ما هو إلا ضياع فرصة ذهبية لتسويق الأردن وان يكون الأردن مركزاً للسياحة في الشرق الأوسط. فعندما طرحت المشروع عبر شركتي (100Jordan) لتسويق وترويج الأردن بالتزامن مع مونديال قطر 2022 وحاولت جاهداً ودفعت من مالي الخاص خدمة لوطني وذلك لعمل مشروع أضخم وهو ان يكون الاردن مركز و "راوتر" او Hub  السياحة في المنطقة وتعزيز السياحة البينية جاء استباقياً لأي منافسات مستقبلية بالمنطقة وحدثت الان و تفاجئنا فيها انها حدثت الان ، وكنت اتوقعها بعد فترة أطول.  
 

الان علينا دور اكبر وهو تكثيف الجهود وتغير المنظومة التسويقية والترويجية للأردن سياحياً وبكل القطاعات الاقتصادية الاردنية ، وان لم نتحرك الان فلن نلحق بالقطار مع اننا اساساً متأخرين.
 

والسؤال الذي اريد طرحه هو : الكل من حولنا يعمل ويطور ويعمل لمصلحته اساساً فنسأل لماذا هذا التراجع الخطير .؟
 

والان أصبح الموضوع اكثر من سياحة او اقتصاد فهو مصلحة وطنية عليا وأمن اقتصادي.

 
يجب أن تنتهي جميع أشكال تراجع الإدارة العامة وتجديد الكفاءات وتطويرها وضخ دماء جديدة في المواقع المهمة من اصحاب الخبرة والكفاءة والمعرفة وتطوير العمل العام لمواكبة التطورات والاحداث الجارية على مستوى العالم والاقليم لنحافظ على ما بناه الاباء والاجداد من انجازات ومؤسسات.

حمى الله الأردن أرضاً وشعباً وملكاً