"ملو العين" يتناول تصدير واستقطاب السياح بمقال جريء.. ويضع النقاط على الحروف

2022-10-25 12:46 PM

image

المستقل - كتب د . نضال ملو العين

ابدء مقالتي متسائلاً : لماذا لم يكن الأردن محطة استقبال لجمهور مونديال قطر 2022 ببرنامج سياحي متنوع ؟!

ما دفعني للكتابة ، هو قيام عدد من مكاتب السياحة والسفر بالإعلان والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم عروض سياحية للأردنيين للسفر الى قطر وهذا لأنه موسم سياحي وحدث عالمي كبير مع تمنياتي بالتوفيق وتقديم الخدمات السياحية المتقدمة.

مزعج ان تساعد منظومة السياحة المحلية والإجراءات والتعليمات المتبعة على تصدير السياحة الأردنية وخاصة اذا ما علمنا بان هنالك خمس رحلات تتوجه الى احد البلدان وبعروض مغرية تسوق وتروج لتلك الدولة ، وهذا مرده الى ان إجراءات العمل على مكاتب السياحة المصدرة للسياحة اكبر على الرغم من ان هذه المكاتب لا تحقق ارباحاً مرتفعة بل متواضعة وبحدود 10- 30 دينار وهي تقدم تسويق وترويج سياحي مجاني لتلك الدول والتي أصبحت تنال اعجاب الكثير من المواطنين للسياحة فيها ولا تدفع لهم الجهات المسؤولة عن التسويق السياحي او هيئات السياحة اية مبالغ مالية ولم نجد لتلك الدول اي حملات ترويجية او طباعة على الاعلانات فكان اعتمادها على مكاتب السياحة الخارجية بتقديم خدمات وعروض مميزة والتنسيق مع نظيراتها في العالم والإجراءات المتبعة تشجع على ذلك .

وعلى النقيض، فاني ارى بان تحقيق الأرباح وتنشيط الحركة السياحية المؤثرة والمفيدة للاقتصاد والقطاع السياحي هي للسياحة الوافدة والتي ترفع نسبة اشغال الغرف الفندقية وزيادة الطلب على المطاعم واستئجار السيارات السياحية وزيادة حركة النقل والبازارات والادلاء وغيرها وهذا ما يحقق الفائدة للجميع.

ونتيجة لهذه المعطيات ، فمن الضروري العمل على جعل جميع مكاتب السياحة الاردنية المرخصة تعمل على استقطاب السياح والزوار الى الأردن وان يكون مسموح لها باستقطاب السياحة الوافدة والتي ستعمل على تسويق وترويج الأردن بأكثر فعالية و أكثر تأثيراً والشواهد كثيرة.

ومن هنا يجب ان يتم إعادة دراسة تمويل المكاتب السياحية، بحيث تصبح ميزانية الترويج السياحي موجهة او مخصصة للمكاتب السياحية التي تستقطب السياح الى الاردن وتحقق نتائج إيجابية وترفع من اعداد السياحة الوافدة ، ويجب ان يكون الدعم من خلال تقديم حوافز تنموية كما هو معمول به في نظام حوافز الصادرات للمنتجات والصناعات الأردنية من اعفاءات وغيرها . 

نحن بحاجة ماسة الى تغير وتطوير التعليمات والانظمة الخاصة بموضوع الكفالات المالية والبنكية لترخيص مكاتب السياحة والسفر بحيث تصبح تأمينات أو كفالات حسن تنفيذ كما هو معمول به في الكثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى.

الاحظ حسب استنتاجي الشخصي ان هنالك مجموعة تعمل بالسياحة الوافدة تقوم باستقطاب السياح الى مواقع معينة ومكاتب تتعاون معها وبرامج سياحية لا تتطور أو تتغير ويكتفي بعدد محدود ودخل محدود ولا يعمل لتوسيع سوقه ، ولكن عند السماح لجميع مكاتب السياحة باستقطاب السياحة الوافدة سنجد حركة ترويجية جيدة تحقق نمو وتوسع في الأسواق وبمنافسة أعلى وتؤدي كلها إلى تسويق اكثر تأثيراً واجدى نفعاً .

ولتنشيط الحركة السياحية، يجب ان يتم السماح للترويج وتسويق الاردن لأغلب القطاعات السياحية مثلاً السماح للفنادق وغيرها باستقطاب السياحة وان يتم وضع نظام حوافز خاص بالسياحة، ويجب ان يتكاتف ويتعاون الجميع وبجهود ونشاط لتسويق السياحة الاردنية وان يتم عكس العملية السياحية من مصدرة للسياحة إلى مستقطبة وموردة للسياحة.

نموذج ما حصل من أخطاء فادحة في عدم استغلال فرصة مونديال قطر 2022، والاكتفاء بحملات إعلانية بلوحات إعلانية غير مجدية يجب أن لا يتكرر وان نتدارك الأمر الان بالسماح لجميع مكاتب السياحة الاردنية باستقطاب السياحة الوافدة إلى المنطقة من جمهور المونديال أو غيره خلال الفترة القادمة وان لم تكن هناك نتائج كبيرة الا انه سنستفيد من اكبر عملية ترويج سياحي يساهم فيها جميع أعضاء الجسد السياحي وكل مقدمي الخدمات السياحية وهذا قرار جريء يحتاج بقرار سريع من وزارة السياحة ومن هيئة تنشيط السياحة لعل وعسى وربما محاولة بدء علاقات قد يستفيد منها القطاع في المستقبل ببرنامج عمل متكامل وإعادة النظر في كامل منظومة السياحة لاستقطاب الاستثمارات السياحية وتطوير ودعم الاستثمارات القائمة.