24.1 C
Amman
الأحد, سبتمبر 14, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتالدكتور احمد الرقيبات يكتب : ذاكرة التاريخ ستخاطب الأمم

الدكتور احمد الرقيبات يكتب : ذاكرة التاريخ ستخاطب الأمم

المستقل – كتب : المفكر العربي الدكتور احمد الرقيبات

سيذكر التاريخ دون خوف او خجل من أحد سائلا أصحاب الفخامة والسمو والدولة والمعالي والسعادة والعطوفة في كل دولة تشكلت على هذا الكوكب عبر التاريخ، وستسأل الأجيال عن نتائج حروب كل امة مع اعدائها، وستبقى الأجيال تبحث عن بطولات دولها وقادتها لتتفاخر بها وبهم بين الأمم الأخرى، وهذه هي حال كل الأمم دون استثناء.

لكن الأسئلة التي ستطرحها الأجيال العربية الباحثة في تاريخ امتنا قد لا تجد شيئا تتفاخر به بين الأمم سوى بطولات فردية لشخصيات طبيعية في بعض الدول العربية، وقد تكون فريدة من نوعها برجالاتها الذين اعتلوا صهوة النظام السياسي من خلال انقلابات عسكرية او عن طريق استغلال الفرص عند انهيار الأنظمة السياسية التي خطط للإطاحة بها بالتنسيق والتعاون بشكل مباشر و/او غير مباشر مع قوى خارجية قد تكون جزءا من أعداء الامة العربية الواحدة.

ان هذه السردية, تدفع الأجيال الشريفة والحريصة على نهضة الامة العربية للبحث عن إيجاد فكر سياسي يجمع ولا يفرق بين أبناء الامة العربية, وقد تكون البداية تحت مظلة التعاون والتكامل الاقتصادي الشامل لجميع مكونات الدول العربية, وقد يقودنا ذلك الى اتحاد عربي يكون الأقوى والأمثل بين اتحادات الأمم الأخرى, لان مقومات الاتحاد المتوفرة لدى الدول العربي غير متوفرة في دول الاتحاد الأوروبي, او اتحاد الولايات الامريكية المتحدة, او في أي اتحاد تشكل على هذا الكوكب عبر تاريخ الدولة المدنية, ان عوامل وحدة الامة الواحدة حسب المقاييس العالمية هي اللغة والعقيدة والتاريخ والجغرافيا الجامعة, وهذه هي العوامل التي تميز الامة العربية عن غيرها من الأمم, لكن وللأسف الشديد, ما زلنا نعيش في الأوهام ونعوم في بحر الشعبويات التي ابتكرها لنا أعداء الامة على ان تكون استراتيجية نسير عليها ليتمكنوا من الوصول الى أهدافهم واطماعهم في المواقع الجيوسياسية لبعض الدول العربية وللوصول للثروات الطبيعية الموجدة في باطن ارض البعض الاخر, وهذا ما عاشه الاسلاف في حقبة الدولة العثمانية وفي زمن الانتداب البريطاني – الفرنسي في المنطقة العربية.

ان غياب وحدة الفكر يغيب وحدة الموقف, الذي ما زالت تعيشه الأجيال حتى يومنا هذا, واعتقد ان القادم اسوء بكثير مما تتصوره قادة وشعوب دولنا العربية, وما تجرعته الأجيال من مرارة منذ عام 2011 في مرحلة ما اسموه بالربيع العربي, الذي خرج علينا بثوب الربيع ولكنه بالحقيقة كان خريف مؤلم تساقطت فيه بعض الأنظمة السياسية العربية بتسارع لم تتوقعه الشعوب والأنظمة السياسية الأخرى, لقد تساقطت الأنظمة كما تتساقط أوراق الأشجار في نهاية فصل الخريف, ان من خطط لتلك المرحلة هم أعداء الامة, ومن نفذها هم أبناء الامة العربية المستأجرين والطامعين في المناصب والمكاسب والاموال والواضعين مصالحهم الشخصية فوق المصالح الوطنية واي اعتبار اخر, وكان الشعب هو الضحية لدكتاتورية بعض الأنظمة السياسية ولغياب الوعي السياسي الكافي عند بعض القيادات العربية الاخرى.

ومنذ بداية تلك المرحلة, وحتى يومنا هذا, ما زال أعداء الامة يقطفون ثمار ما زرعوا, وبات الوطن العربي يصغر في عيون الأجيال بعد ان كان اسمه في التاريخ والجغرافيا الوطن العربي الكبير, وأصبحت حال بعض من تبقى من القادة العرب ومن حل مكان من استشهد او قتل او توفاه رب العزة سبحانه وتعالى او عزل او رحل حال يرثى لها وليس بأيديهم أي خيار سوى خيار واحد, اما ان توافق على أي شيء يطلبه أعداء الامة العربية, او تخسر كل شيء اذا رفضت ذلك, رغم ان هؤلاء القادة كانوا قادرين على التقاط انفاسهم بعد انتصار العراق الشقيق على ايران الفارسية عام 1988 بعد خوض حرب طاحنة استمرت ثماني سنوات خرج منها العراق رافع الرأس منتصرا سياسيا وعسكريا رغم حجم الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدها في تلك الحرب, وكان من واجب اشقائه العرب احتضانه ومساعدته في لملمة جراحه الناتجة عن تلك الحرب التي خاضها دفاعا عن شرف الامة, ونيابة عن جميع الدول العربية وخاصة الخليجية منها التي باتت الهدف الأول للأطماع الفارسية في المنطقة, وما حدث من خلافات عربية عربية بعد انتهاء تلك الحرب, سجل وصمة عار على أصحاب القرار في بعض الدول العربية, حين نشأت الازمة العربية العربية, وحاول المغفور له, جلالة الملك الحسين بن طلال, رحمه الله وطيب ثراه, باذلا قصارى جهده في إطفاء فتيل الفتنة بين الاشقاء العرب في ذلك الوقت لعلاقته المتميزة مع جميع قادة الدول الشقيقة والصديقة, الا ان جهوده لم تتكلل بالنجاح بسبب تركيز أعداء الامة على اشعال الفتنة بين الاشقاء منذ زمن طويل, واستخدموا هذا الخلاف ليكون ذريعة في شن الحرب الهمجية الاجرامية على العراق بعد محاصرته عشرة سنوات وحشدوا تحالف من جميع أعداء الامة العربية وغزو ارضه وقتلوا شعبه ودمروا منشئاته المدنية والعسكرية وحلو جيشه الذي بات يعد من اهم القوى العسكرية حول العالم بعد خوضه أطول حرب مع ايران في التاريخ المعاصر, وأصبحت الساحة العربية بعد ذلك, ساحة خصبة لإشعال الفتن في بعض الدول العربية حتى وصل الامر الى ما نحن عليه اليوم.

ان محاولات احباط الأجيال ستبقى حاضرة في الذاكرة, وستورث للأجيال التي تخلف من سبقها من أبناء الامة العربية الواحدة, وكلي ثقة برب العزة أولا, وبشرفاء الامة المخلصين لأوطانهم والعازمين على وحدة امتهم ونهضتها, سيعود الوطن العربي كبيرا كما تتمناه الأجيال القادمة, ولكن لدى الأجيال الحاضرة سيل من الأسئلة يطرحونه على بعض قادة الامة العربية من المحيط الى الخليج, املين ان يحصلوا على إجابات واضحة صريحة وصادقة لانهم يشعرون بخطر على مستقبل الاجيال بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة للمنطقة, حيث حصل على ما يريد ولكنه لم يقدم لأبناء الامة العربية ما يريدون, مما دعا أبناء الامة لطرح الأسئلة التالية:

  • لماذا بلغ حجم استثمار الأموال الخليجية في الأسواق الامريكية الى أكثر من تريليونين دولار امريكي، ولم تتمكن تلك الدول من حل الخلاف المالي الذي ظهر عام 1990 بين دولتين جارتين عربيتين شقيقتين وكان المبلغ المختلف عليه لا يتجاوز العشرة مليارات دولار امريكي.
  • لماذا لم تستطيع الدول المستثمرة لتلك المبالغ مطالبة أمريكا بالضغط على ابنها المدلل (الكيان الصهيوني الغاصب) واجباره على إيقاف العدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة، ومنع الاعتداءات اليومية على الدول والشعوب العربية.
  • لماذا لم تستثمر تلك الدول ربع المبالغ التي أعلن عنها في الأسواق العربية التي مناخها الطبيعي والاستثماري أفضل بكثير من مناخ أمريكا وغيرها، وكذلك مساحة الدول العربية مجتمعة أكبر من مساحة الولايات المتحدة الامريكية، وعدد سكانها مجتمعة يفوق سكان أمريكا بأكثر من مائة مليون نسمة، وموقع الدول العربية كونها تتوسط العالم تقريبا اهم من موقع أمريكيا.
  • لماذا تساهم بعض الدول العربية مع أعداء الامتين العربية والإسلامية في اشعال الفتن بين أبناء الدولة والامة الواحدة.
  • لماذا بعض الدول العربية تدعوا وتعمل على تطبيع العلاقات مع عدو الامتين العربية والإسلامية التاريخية الذي يرفض السلام والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
  • لماذا لم تعمل الدول العربية على اجبار الكيان الصهيوني الغاصب الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الاممية والإقليمية وبقرارات المحاكم الدولية.

 وهناك الكثير من الأسئلة التي تجوب بخاطر جميع أبناء الأمة العربية من المحيط الى الخليج بهدف تأمين حياة أفضل للأجيال القادمة، ولكن بعد كل ما سمعناه وشاهدناه على شاشات التلفاز، أقدر ان أقول ان القادم سيكون اسوء مما نحن فيه اليوم.

ان غدا لناظره قريب………..

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا