المستقل ـ محرر الشؤون البرلمانية
انتقد النائب عن جبهة العمل الإسلامي النائب احمد القطاونة وعود رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان التي اتت من ضرب الخيال وبعيده عن التحقيق في المدى القريب.
وتابع القطاونة في كلمته المخصصة للرد على خطاب الثقة للحكومة، مخاطبا رئيس الوزراء؛ “وعودك دولة الرئيس لا قيمة لها إن لم تطبق على أرض الواقع”، مشيرا ان الشعب مل من الوعود التي تذهب أدراج رياح الحكومات المتعاقبة.
وبين، ان الحكومة حتى وان حصلت على ثقة النواب فهي ليست بمعزل عن فقدان الثقة امام الشارع الأردني الذي اطاح بالكثير من الحكومات رغم حصولها على ثقة النواب.
وتاليا النص الكامل لكلمة النائب احمد القطاونة:
*كلمة النائب احمد القطاونة*
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ….
سعادة رئيس المجلس ، الاخوة والاخوات الزملاء النواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….
واسمح لي سعادة الرئيس بأن يكون خطابي موجها لدولة رئيس الوزراء من خلال رئاسة المجلس الجليلة …
قال سيدنا عمر بن الخطاب لأحد ولاته ( إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم)
هذا بيان ثقة مبني على المجهول، فقد ذكرت مشاريعاً وأرقاماً كثيرة وكبيرة ، نتمنى فعلا تحقيقها ولكنك أغفلت آلية تحقيقها والموارد اللازمة لذلك ، وهنا أقول كيف يطرح دولتكم أرقاما بينما لا تزال شيكات ومستحقات تنفيذ بعض المشاريع لم تصرف بعد وقد تواصلت مع مدير بنك تنمية المدن والقرى بخصوص صرف شيكات لمستحقيها فأفادني أنه لا يوجد رصيد كاف في البنك ، وهنا أسأل أين ذهبت مخصصات هذه المشاريع ؟ وهل من المعقول طرح عطاءاتها بلا توفير رصيد لها ؟ أم ذهبت أدراج الرياح .
تعنيني الكرك وكل الأردن يعنيني أن تشمله تنمية تنهض بكل ربوعه وتبنى بسواعد أبنائه وتستثمر موارد كل جزء منه، وتنفك عن برامج صندوق النقد الدولي والخطط الوافدة إلينا عبر المحيطات ولا ترهننا لمنح وقروض من الغرب والشرق ، و *حكومتك بكل أسف بدأت بهدم بيوت المواطنين في المحطة ، وبدأت باستدانة 100 مليون دولار من اليابان* ، فهل ستسير على سيرة من سبقوك ارتفعت في عهدهم المديونية وانخفضت نسب انجاز ما وعدوا به ورحلوا مشاكلهم لمن تولى الحكومة بعدهم
خطاب بأرقام ونسب ، وآمال بتحقيق إنجازات ولكن أعطني دولة واحدة بنت الحضارة وأنجزت وحافظت على ذلك بدون حرية الشعب ، أو أبدع شعبها وهو يرى حقوقه تهدر على مذبح الواسطة والمحسوبية والمحاباة ، أعطني حضارة استمرت بعيدا عن عقيدتها وشريعتها الربانية.
*الأرقام التي ذكرتها والوعود التي اعطيتها لا قيمة لها ما لم يلمس الشعب أثرها على حياته ومعيشته اليومية* ، ولا تركن لثقة المجلس وحدها إن نلتها ، و *راجع تاريخ الشعب الأردني من العام 1989 إلى اليوم كم حكومة اسقطها الشارع الأردني* وكانت قد حازت ثقة مجلس النواب قبل اشهر أو أسابيع من سقوطها.
دولة الرئيس
*حريتكم كممت أفواه الشعب وحاسبته ولاحقته على النوايا وأنصاف الكلمات*،
فامتلئت غرف السجون أضعاف قدرة استيعابها ، *حريتكم توقيف الآلآف من المتضامنين مع غزة وحجز النساء والرجال والأطفال ساعات أو أياما و أسابيع وانتهاك حقوقهم الانسانية*، وسجن المفكرين والأدباء ويبقى ما جرى مع الأستاذ احمد حسن الزعبي وايمن صندوقة ونعيم جعابو مثالا صارخا على التشوه القانوني والإداري الذي نعيشه،
ولا ننسى *الحريات الطلابية التي باتت عرضة لعبث الجامعات التي تقوم بتفتيش حقائب الطالبات عند الدخول ومصادرتها بل وإصدار العقوبات جزافاً بحقهم* .
تحدث دولتكم على أن ( الأردن لم يغير ثابتاً) نعم ثوابت الأردن لم ولن تتغير، بل لن تنجح أي سياسة داخلية أو قوى خارجية بتغييرها في وجدان الأردنيين ، ولكن *سياسات الحكومات لم تلتزم ثوابتنا كما يليق وينبغي* ، كل الاستطلاعات تقول أن *الشعب الأردني يرى العدو الصهيوني عدواً ، بل أخطر عدو، لكن الحكومة تراه صديقاً تستمر معه بالاتفاقيات الاقتصادية* ، وهو يتطاول على سيادتنا ويهدد دولتنا ، وهو يمطر أهلنا في فلسطين وغزة ولبنان بالقنابل ويمارس جرائم الحرب والإرهاب بأبشع صوره ، *ثوابتنا هي أن خيبر قادمة من جديد وأن وعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقتال المحتلين من اليهود أصدق من كل اتفاقيات التطبيع والسلم* المزعوم زورا، وأن *الأردن سيكون كشأنه دوما في طليعة معركة الأمة الحاسمة لإزالة الاستعمار* .
دولة الرئيس
التعليم من أهم ثوابت الأمة لأنه ضمان هويتها ووسيلة تحقيق أحلامها، وهو *في بلدنا تغير من المدرسة السلوكية التي تنسجم مع ديننا وحضارتنا العربية الإسلامية إلى المناهج التي تطمس هويتنا وقيم الانتماء والإخلاص للوطن والدين والأمة، وأصبحت أجيالنا حقل تجارب ومساحات عبث وتخريب لمن هب ودب، *وباتت أولوية كل تعديل للمناهج حذف آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وبث مفاهيم الجندر المبنية على مشروعية الشذوذ الجنسي*، وكأن فرق التأليف وظيفتها إبعاد الإسلام عن أجيالنا، وتهميش تاريخ دولتنا وجيشنا الأبي في معارك البطولة على أرض فلسطين
كيف نتحدث عن التعليم ونحن نهدر حقوق أهم اركانه وهو المعلم، ونعاقبهم على مطالبتهم بحقوقهم عبر استخدام الحكومة لكافة السبل لتعطيل نقابتهم ، ومن هنا *على الحكومة رفع يدها عن نقابة المعلمين وإجراء الانتخابات فيها، وكف يد أجهزتها عن التدخل فيها* وفي غيرها من النقابات.
كيف تتحدث الحكومات في بياناتها عن الأردنيين وتوفير فرص العمل لهم وصيانة كرامتهم وعن حياة حزبية تسعى لتنميتها بينما *لا تزال أجهزتها الأمنية تمنع الأردنيين من السفر، وتحول دون توظيفهم داخل الأردن وخارج الأردن بغير سند قانوني*، و *بات المواطن يعاقب لأن والده أو شقيقه أوخاله أو عمه أو جده ينتمي لحزب يصنف بأنه معارض*
، *ولا زال سيف الموافقة الأمنية مسلطا على أرزاق الشباب الذين يحرمون الوظيفة لمزاج او انحياز متخذ القرار وأهوائه* ، فكم حرم آلاف الشباب والشابات من العمل او التجنيد بالجيش العربي والأجهزة الأمنية او التدريب في شركة او مستشفى .
دولة الرئيس..
الوطن في أزمات غير مسبوقة وليس أزمة واحدة ، *أزمة مالية واقتصادية صنعها سوء الإدارة والهدر المالي والفساد الممنهج وبيع مؤسسات الدولة*، أزمة الفقر الذي يهدد استقرار المجتمع وأمنه ، أزمة البطالة التي جعلت الوطن ينزف كفاءاته وجعلت شبابنا يغادرون الوطن بشتى السبل المشروعة وغير المشروعة ، *وإن كل الأرقام التي تطرح والنسب التي تعلن في الموازنات عن تحسين الأحوال وتغيير الأوضاع لن تغني ولن تسمن أمام الواقع الذي نراه مخالفا لها*، فأعداد الأردنيين التي تطرق أبواب النواب والوزراء وكل صاحب مسؤولية عامة كبيرة تبحث عن تسديد فاتورة الكهرباء او الماء أو قرض لتسديد الرسوم الجامعية لأبنائهم، أو ثمن دواء لكبير في السن أو إعفاء طبي لعلاج مرض مزمن أو مريض سرطان قد يموت في طوابير الانتظار، أما طوابير الشباب الذين يعانون البطالة ويبحثون عن الوظيفة فتزداد نتيجة تخلي الحكومات عن واجبها في تأمين العمل لهم وتوفير بيئة ومشاريع استثمارية توظفهم فإن الله خلق الأيدي لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية .
ختاماً يا دولة الرئيس
ألا ترى معي بأن الشعب الأردني الصابر المرابط يستحق أن نقف معه والى جانبه ونقدم له زيادة على الراتب خمسون دينارا كحد أدنى
ألا ترى أن المتقاعدين العسكريين الذين خدموا الوطن وحرسوا حدوده يستحقون الدعم والزيادة
ألا ترى أن المعلمين المتقاعدين قبل عام 2012 بحاجة لتحقيق العدالة ومساواتهم بزملائهم الذين تقاعدوا بعد هذا التاريخ
نعم اعتقد جازماً أن الأردنيين يستحقون الكثير فهم يعشقون تراب الوطن ويفدونه بالمهج والأرواح
عاش الأردن .. عاشت فلسطين .. عاشت المقاومة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,