14.1 C
Amman
الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةالرئيسية"تحذيرات سورية و دفع إيراني".. كواليس الأيام الأخيرة لحسن نصر الله !

“تحذيرات سورية و دفع إيراني”.. كواليس الأيام الأخيرة لحسن نصر الله !

المستقل – كشفت مصادر لبنانية عن اتصالات متعددة تلقاها حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله تحذره من مغبة الانخراط في الحرب بين إسرائيل وحماس، عقب عملية “طوفان الأقصى”.

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني السابق ميشال عون كانا في طليعة المتواصلين مع الحزب لثنيه عن الدخول في معركة إسناد غزة.

تقول المصادر المطلعة على طبيعة المحادثات، إنه وقبيل اغتيال نصر الله، وقبيل تفجير اجهزة البيجر ، تلقى حزب الله رسائل دولية وداخلية حول المخاطر التي تحدق به. فـ”الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن مؤيداً لحرب الإسناد، وأبلغ الإيرانيين وحزب الله بأن هذه الحرب ستكون كبيرة بتداعياتها وستؤدي إلى تدمير المنطقة. وحذّر الأسد حزب الله من الانخراط في هذه الحرب”.

وتضيف: “رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال عون أوصل رسالة مباشرة إلى نصرالله، دعاه فيها إلى الامتناع عن الدخول في حرب الإسناد؛ لأن هذه الحرب غير كل الحروب، وستؤدي إلى إصابة حزب الله بأذى كبير جداً، وستشهد عمليات اغتيال كبيرة”.

تحذيرات واستخفاف

تكشف المصادر أنه “في اليوم نفسه الذي شهد اغتيال نصرالله، تلقى حزب الله رسالة أمنية واضحة تحذّره من تحضير الإسرائيليين لعملية اغتيال لنصرالله. وصلت الرسالة إلى الحزب قبل خمس ساعات من شنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على الضاحية عند السادسة مساء”، ما أدى إلى اغتيال الرجل الأقوى في المحور الإيراني.

تعاطى حزب الله مع الرسالة باستخفاف وبأن الإسرائيليين لن يجرؤوا على اغتيال أمين عام الحزب، وإن أرادوا فهم غير قادرين على ذلك، وفقا للمصادر.

وتلفت المصادر إلى أن القيادي في حركة حماس خليل الحية، حمل في شهر أغسطس/ آب، رسالة إلى الأمين العام لحزب الله، يشير فيها إلى ما توفر لحماس من معلومات حول تحضيرات الإسرائيليين لشنّ حرب موسعة على لبنان مع بنك أهداف كبير.

لكن الحزب، وفقاً للمصادر، تعاطى حينها باستخفاف مع هذه المعلومات، على قاعدة أن إسرائيل غير قادرة على شنّ حربين على جبهتين مختلفتين، وأن الجيش الإسرائيلي غارق في غزة وغير قادر على توسيع حربه ضد لبنان.

تختم المصادر بأن كل ما جرى تحذير الحزب منه وقع.

نصيحة “ذهبية”

المحلل السياسي اللبناني نضال السبع يؤكد هذه المعلومات التي ذكرتها المصادر. ويقول إنها صحيحة تماماً.

يقول السبع، ووفقاً لمعلوماته، إنه بعد وقوع أحداث 7 أكتوبر وحديث نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط، تلقى الأسد نصيحة “ذهبية” تتمنى عليه عدم الانخراط بهذه الحرب، وكانت هذه النصيحة تنم عن فهم عميق لما حدث في 7 أكتوبر.

وأشار السبع إلى لقاء جمع بين رئيس لبنان السابق ميشيل عون مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب الله محمد رعد أعرب عون خلاله عن قلقه من انخراط حزب الله في هذه المعركة وعبر عن خوفه على حزب الله.

من وجهة نظر السبع، دخل حزب الله هذه الحرب وكان يعتقد أنها ستكون شبيهة بحرب 2006، فالحزب لم يكن يدرك حجم الاختراق الإسرائيلي لمنظومته الأمنية والعسكرية .

حزب الله فوجئ بـ”طوفان الأقصى”

يذكر الخبير اللبناني نضال السبع بأن حزب الله تفاجأ بعملية “طوفان الأقصى” ونصرالله قال في حديث بتاريخ 3 نوفمبر/ تشرين الثاني إن “هذه العملية فلسطينية 100%، ولم نكن نعلم بها مطلقاً”.

ويكشف السبع عن معلومات قال إنها مؤكدة، وتفيد بأنه “قبيل عملية حماس، اتصل يحيى السنوار بصالح العاروري في لبنان، وأخبره بأن يتصل بحزب الله ويقول لقيادة الحزب بأن كتائب القسام، ستدخل غلاف غزة خلال نصف ساعة، وأن يبلغ الحزب بالانخراط في المعركة عبر الدخول برياً إلى الجليل”.

يضيف السبع: “قبيل تواصل العاروري مع الحزب، كانت القسام قد دخلت غلاف غزة بالفعل، وبالتالي لم يعد هناك مجال للنقاش حول العملية وجدواها”.

وأشار إلى أن حزب الله وجد نفسه في الزاوية، فهو من جهة، إن لم يشاغل الإسرائيليين ويناصر غزة، سيتهم بأنه قاتل إلى جانب سوريا لكنه امتنع عن نصرة غزة، ومن جهة أخرى إن دخل على خط المواجهة وانخرط في حرب الإسناد سيتهم بأنه ورط لبنان بحرب لا قدرة له على تحمل نتائجها.

يؤكد المحلل اللبناني أن “الإيرانيين دفعوا بلا شك الحزب إلى المشاركة وإشغال إسرائيل، بحكم التحالف بين إيران والأخوان المسلمين”.

ويرى السبع أنه “بعد أكثر من عام على هذه الحرب، نحن أمام تورط كبير تسببت فيه حماس ، وتسببت عبره بمقتل 50 ألف فلسطيني وجرح 100 ألف آخرين، وبتهجير مليوني فلسطيني وتدمير غزة بالكامل وتحويلها إلى مكان غير صالح للسكن البشري.

قرار إيراني ورفض سوري

الخبير العسكري والاستراتيجي السوري كمال الجفا يؤكد من جانبه على المعلومات التي تفيد بتلقي حزب الله لتحذيرات سوريّة من مغبة الانخراط في معركة إسناد غزة. ويقول لإرم نيوز بأن قرار الإسناد جاء بطلب من إيران، التي طلبت أيضاً من سوريا فتح جبهة إسناد بالتوازي، إلا أن سوريا رفضت بشكل قاطع؛ لأنها لم تكن مشاركة في قرار بدء الحرب في غزة، ولأن الوقت ليس مناسباً لها.

ويؤكد الجفا على ما جاء في حديث الخبير اللبناني نضال السبع، من أن حزب الله كان أمام خيارين أحلاهما مر؛ عدم الدخول في جبهة الإسناد وبالتالي استجلاب الاتهامات والانتقادات للحزب بأنه تخلى عن مناصرة غزة، أو الدخول في الحرب في وقت لم يكن توقيته، وبالتالي لم يكن مستعدا لها.

وفقاً للجفا، سوريا تمنت على الحزب عدم دخول الحرب، وقالت إنها لن تدخل في مواجهة عبر أراضيها ولن تسمح أيضاً باستخدام أراضيها كيلا تعطي ذريعة لإسرائيل بتدمير المزيد من البنية التحتية السورية.

ويكشف الخبير السوري بأن هذا الموقف السوري الصارم مثّل أول خلاف بوجهات النظر مع إيران فيما يتعلق بعمليات الإسناد.

بالمقابل؛ شجعت إيران حزب الله على الدخول كجبهة إسناد ومشاغلة، ولكن مع عدم فتح الحرب بشكل كامل.

وقال الجفا إن الإيراني كان يرغب بكسب الوقت؛ لأنه يعلم بأن المعركة ستصل إليه في النهاية. ويشير الخبير إلى أن حزب الله وجد نفسه أمام “الأمر الواقع” بدفع من إيران، ويشير إلى حديث حسن نصرالله في أكثر من مناسبة وخطاب بعد الدخول في عملية الإسناد بأن الحزب لايرغب في توسيع الحرب “ولكن إن فرضت علينا الحرب فنحن مستعدون لها”.

ويعتقد الجفا بأن حزب الله لم يكن مستعداً لهذه الحرب، وربما لم يكن يريد الدخول فيها، لكنه “أجبر على دخولها أولاً من منطلق أدبي، وثانياً بتشجيع إيراني”، وبالنتيجة دخل هذه الحرب.

وختم الجفا بالإشارة إلى أن الضربات التي تلقاها حزب الله لم يكن يتوقعها بدءاً من عملية البيجر والتوكي ووكي وصولاً إلى اغتيالات القادة الميدانيين والعسكريين، وصولاً إلى اغتيال نصرالله . وبالتالي تلقى ضربات قاصمة كان يمكن أن تؤدي إلى انهيار أي دولة أو منظمة في العالم.

 

إرم نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا