المستقل – ناقش برنامج “عين على القدس”، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، حصاد جرائم الاحتلال وإجراءاته التعسفية بحق القدس والمقدسيين خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام، وبشكل خاص في رحاب الحرم القدسي الشريف، بالتزامن مع حصار القدس واستمرار حرب الإبادة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفقًا لتقرير البرنامج المُعد في القدس، فإن مضايقات الاحتلال للمصلين القادمين من الضفة الغربية وإجراءاته التعسفية ضدهم ومنعهم من القدوم إلى أولى القبلتين أدت إلى تسجيل أدنى عدد للمصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك وفقًا للأرقام الصادرة عن دائرة أوقاف القدس.
وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال كثفت إصدار أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى بحق الكثير من الصحفيين وموظفي الأوقاف الإسلامية والمقدسيين دون أي سبب.
وأشار التقرير إلى أنه مع انتهاء الشهر الفضيل، عادت وتيرة الاقتحامات اليهودية المتصاعدة للمسجد الأقصى المبارك، برئاسة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، مما أثار مخاوف الشارع المقدسي من اشتداد الهجمة المتطرفة الشرسة ضد المسجد الأقصى المبارك في عيد الفصح اليهودي المرتقب، خصوصًا في ظل هيمنة الحكومة المتطرفة الحالية.
وقال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، الدكتور وصفي الكيلاني، إن الوضع الطبيعي هو أن جميع الفلسطينيين القادرين على القدوم إلى المسجد الأقصى المبارك متمسكون بأن هذا المسجد هو أساس عقيدتهم وعبادتهم ورباطهم، وهم “متمسكون به كهوية دينية عقدية وطنية وبوصاية هاشمية”.
وأضاف أن الشهر الفضيل أثبت أن المسجد الأقصى هو المستهدف، بدليل منع الاحتلال 7 ملايين فلسطيني من الوصول إليه والصلاة فيه.
وأوضح أن الأرقام تشير إلى أن أعداد المصلين في الأقصى خلال رمضان لهذا العام كانت أقل من المعدل الطبيعي بأضعاف، حيث كان عدد المصلين في الجمع وليلة القدر في السابق يتجاوز النصف مليون، في حين كان عدد المصلين في الجمعة الأخيرة من رمضان هذا العام 75 ألفًا، وفي عام 2024 بلغ 120 ألفًا، بينما بلغ في عام 2023 نحو 130 ألفًا، وفي عام 2022 أكثر من 160 ألف شخص، كما بلغت أعداد المصلين في ليلة القدر هذا العام 180 ألفًا، مقارنة بـ200 ألف العام الماضي، و260 ألفًا في عام 2023.
وأشار الكيلاني إلى أن هذه الأرقام تؤكد نوايا الاحتلال المؤجلة بمخطط السيطرة على المسجد الأقصى، إضافة إلى بعض الحقائق التي ظهرت في رمضان هذا العام، وأبرزها إبعاد ما يزيد على 20 موظفًا من موظفي الأوقاف الإسلامية عن المسجد دون وجه حق، وعدم السماح لأوقاف القدس بترميم حجر واحد أو تركيب مصباح إنارة واحد دون وجود شرطي وأخذ الإذن منه، مما يخالف الوضع القائم والقانوني في المسجد.
ولفت إلى أن انتشار الشرطة بين المصلين في القبلي والمرواني في معظم الأوقات يشكل ظاهرة خطيرة، إلى جانب انتشار ما يسمى بـ”حرس الهيكل” ومرافقتهم لاقتحامات بن غفير ومجموعات المتطرفين اليهود.
وأشار الكيلاني إلى تقرير رئيس الشاباك الذي عزله نتنياهو، والذي قال فيه: “لوحظ هذا العام تفشي ظاهرة انتشار أعداد من اليهود المتطرفين الكهنوتيين وسط الشرطة التي تعمل في القدس والحرم الشريف”.
ونوه إلى ظاهرة خطيرة أخرى ظهرت في شهر رمضان هذا العام، تمثلت في عودة زخم توظيف الخرافة في اختراع صلوات تلمودية جديدة وخرافة “البقرة الحمراء” والقرابين الجديدة، التي ستتصاعد قريبًا في عيد الفصح اليهودي، إضافة إلى انتشار جماعة المسيحية الصهيونية حول الأقصى في مقبرة باب الرحمة وجبل الطور وجبل الزيتون وغيرها من المواقع، ونفخهم في البوق وتوظيفهم لخرافته في محيط المسجد الأقصى.
كما حذر من مخططهم المسمى “معمدوت” أو “معاليه أدوميم للقدس الكبرى”، الذي يهدف إلى تقليص عدد السكان الفلسطينيين العرب في القدس الكبرى من 40 بالمئة إلى 12 بالمئة، وزيادة عدد السكان اليهود من 60 إلى 88 بالمئة.
وحذر الكيلاني من استيلاء الاحتلال على الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث قامت سلطات الاحتلال بتركيب أقفال تابعة لشرطة الاحتلال على جميع مداخله وبوابات المقامات فيه، بحيث لم يعد للأوقاف الإسلامية الفلسطينية مفاتيح لأي مدخل للحرم الإبراهيمي.
وشدد على أنه لا أحد يراقب تصريحات بن غفير وسموتريتش وجماعات الهيكل والمستوطنين مشيرا إلى أن لا أحد يستطيع الإنكار بأن الحرب الجارية هي حرب عقائدية دينية، تهدف إلى تفريغ القدس والضفة الغربية من الفلسطينيين، بدليل انهم يقومون بقتل الأطفال بحجة أنهم سيكبرون ويشكلون خطرًا عليهم بحسب خرافاتهم، متناسين بأنهم يقومون بقتل النساء والأطفال وارتكاب أبشع الجرائم باسم دينهم.