المستقل – محمد سلامة
جوزيف بوريل مفوض الإتحاد الأوروبي قالها دون مواربة:- دعونا نترك اوهامنا بأن وقف استيراد النفط والغاز الروسي لن يوقف الحرب على أوكرانيا، فيما نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية تقريرا يؤشر على أن روسيا تكسب الحرب اقتصاديا وسياسيا، وأن الغرب وجد نفسه محاصرا بين أوامر واشنطن والخطوط الحمراء لموسكو، وأن الرئيس فلودومير زيلينسكي بات يتعامل بالسياسة كما التمثيل غير ابه بمصير أوروبا كلها.
بوريل يعترف بوجود إتصالات «أوروبية–روسية « لوقف الحرب،كما يؤشر على أن إيرادات البنك المركزي الروسي زادت ثلاثة أضعاف بارتفاع أسعار الغاز والنفط، وأن إطالة أمد المواجهات هو استنزاف للقارة الأوروبية وتدميرا لاوكرانيا الغارقة في دمائها، فيما تحاول واشنطن إختبار الخطوط الحمراء للقيصر بإرسال أسلحة ثقيلة، ولا يرى غالبية الخبراء أنها قد تغّير كثيرا من مسارات الحرب، خاصة وأن اليد الروسية تطال كل الأراضي الاوكرانية، مؤشرين على تدمير منصات اس 300 قبل أن يتم تشغيلها، وبعبارة أخرى فإن جل الأراضي الاوكرانية تحت المراقبة بالاقمار الاصطناعية والطائرات الاستطلاعية إضافة إلى الجواسيس على الأرض.
صحيفة بوليتيكو نشرت بالأرقام أن تدفقات الأموال على روسيا زادت بعد الحرب، ففي الشهر الماضي وحده دفعت أوروبا وحدها (11)مليار دولار ثمن الغاز، و(10.8)مليارات دولار ثمن النفط عدا الإيرادات من الصين والهند وو..إلخ، بما يعني أن الغقوبات الغربية ارتدت على أصحابها وبالا، كما تؤشر على أن الأموال تتدفق بقوة إلى بنوك أمريكا هربا من بنوك أوروبا، بحثا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومما يمكن أن يقلب الطاولة على رؤوس الجميع فوز مرشحة الرئاسية الفرنسية مارين لوبان في جولة الانتخابات المقررة يوم 24/الجاري، كونها دعت إلى التقارب والتفاوض مع روسيا.
الرئيس زيلينسكي يجيد التمثيل، ولا يجيد السياسة، رغم أن التمثيل والسياسة فيهما شيء من التشابه، فهو ما زال يعول على الموقف الأمريكي وما زال يماطل في الذهاب إلى جولة المفاوضات معتقدا بامكانية تغيير الوقائع الميدانية على الأرض، فيما التقارير الدولية تؤكد أن 75%من اقتصاد بلاده دمر بفعل الضربات للمصانع والشركات وأن إعادتها إلى العمل يحتاج إلى سنوات وسنوات، كما أن إطالة أمد الحرب معناه إعادة أوكرانيا إلى مصاف الدول الفاشلة اقتصاديا وسياسيا.
روسيا اقتربت من تحقيق أهدافها الأمنية بإخراج القوات الاوكرانية من إقليم الدونباس ومن اهم مدينة على بحر ازوف ماريوبول، واقتربت من تحقيق شروطها في حيادية أوكرانيا، واقتربت من رسم خريطة العالم من أوروبا بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، وطبعا فإن الحروب لا تحتمل سوى منتصر واحد ومهزوم واحد، وما تراه أوروبا اليوم كما يرى بوريل في دعوته إلى ترك الأوهام أنها تخسر في لعبة الأمم ما بين موسكو وواشنطن وغير قادرة على إعادة التموضع من جديد وبعبارة أخرى فإن استقلالها السياسي واستقرارها الاقتصادي والامني بيد غيرها.