22.1 C
Amman
الأربعاء, أكتوبر 29, 2025
spot_img
الرئيسيةالرئيسيةدولة الرئيس… أنقذوا طلبة الجامعة الهاشمية

دولة الرئيس… أنقذوا طلبة الجامعة الهاشمية

المستقل – كتب : العميد المتقاعد هاشم المجالي

يا دولة الرئيس، ويا وزير النقل، ويا رئيس هيئة النقل العام، أما آن لكم أن ترحموا أبناءكم الطلبة ؟ أم كتب الله عليهم أن يتحول طريق العلم إلى رحلة عذاب يومية، فيها من المحطات ما يُنسيهم المحاضرات، ومن الانتظار ما يُذهب عنهم الرغبة في التعلم ؟

كان الطالب – يا دولة الرئيس – يخرج من بيته في الصباح كأنه خارج إلى ميعادٍ مع الأمل، يحمل مستقبله في يدٍ، وأحلامه في الأخرى، فيركب باصًا أنيقًا، كريماً في صناعته، رحيماً في مسيره، ينقله من عمان إلى الجامعة مباشرة ودون محطات توقف كما تنقل الأم طفلها إلى المدرسة.

كان يدفع ستين قرشًا، وتدفع الهيئة ستين أخرى، فتصبح الرحلة شراكة بين الطالب والدولة، بين الأمل والمسؤولية.

لكن فجأة – وبدون مقدمات – قررت الهيئة أن ترفع يدها عن هذا الخير، وكأنها قالت للطلبة : “اذهبوا إلى العلم مشيًا على الأقدام !”، فصار الطالب يركب الباص السريع إلى الزرقاء، ثم ينتظر باصًا آخر إلى الجامعة، من (أجل دعم شركة الباص السريع) فيتبدل الباص كما يتبدل المزاج، وتضيع الساعات كما تضيع المنح في مواسم الوعود.

يا سادة، هل يعقل أن يصبح الوصول إلى الجامعة أشبه برحلة عبور في صحراء قاحلة من المحطات والمواقف ؟!
أم أن المطلوب من الطلبة أن يتعلموا الصبر قبل أن يتعلموا الهندسة والطب ؟

إن الباصات السابقة – تلك التي حُرمت – كانت كريمة الخُلق، تعرف طلبتها بأسمائهم، تحفظ وجوههم، وتصل بهم قبل الموعد وكأنها تخشى أن تفوتهم أول المحاضرات.

أما الباص السريع، فله قلبٌ من حديد لا يعرف الشفقة، يحمل الناس جمعًا فيزفر أنينهم، ثم يترك الطلبة في منتصف الطريق كمن يترك كتابًا في منتصف القراءة.

يا حكومة، إننا لا نطلب منكم قصورًا في الجنة، بل مقعدًا في باص محترم !

اتقوا الله بأبنائنا، فهم لا يريدون رفاهية، بل يريدون فقط أن يصلوا إلى جامعتهم دون أن يتحول الطريق إلى فصـلٍ دراميٍّ من مسلسلٍ لا ينتهي اسمه “من عمان إلى الهاشمية” .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا