المستقل – نأى امين عام حزب تقدم الدكتور خالد البكار بنفسه عن الدخول في مسألة حساسة جداً ، تعتبر مصدر قلق وارباك للكثير من الأمناء العامين للأحزاب والمسؤولين فيها ، وهي مسألة “التوريث” ، حيث شاهدنا بعض الأحزاب وكيف قامت بزج أسماء احد الأبناء او الاشقاء او المقربين من الأمين العام او احد المسؤولين البارزين في الحزب او المتنفذين في القائمة الحزبية العامة للانتخابات النيابية وحيث حصل البعض منهم على ارقام متقدمة في ترتيب القائمة الحزبية .
التوريث الحاصل في بعض الأحزاب تم مقابلته بمعارضة وانتقاد كبير واستياء أيضا من قبل المنتسبين للأحزاب والذين شعروا بالظلم والمحاصصة والتفضيل بين من يرث ولا يرث وهو الامر الذي يتنافى مع جوهر عمل الأحزاب وخاصة القائمة منها على أسس ومبادئ الديموقراطية والتعددية والمشاركة الشبابية واشراك المرأة في الانتخابات والحياة السياسية بشكل عام.
ومع اعلان الأحزاب عن تشكيل القوائم العامة لخوض غمار الانتخابات النيابية، وجدنا ان الدكتور البكار قد نأى بنجله ليث عن الحديث والنميمة والتأويل والاتهام بالتوريث مقرراً افساح المجال امام الشباب في الحزب بالترشح للانتخابات وابعاد نجله طواعية عن الترشح .
هذا القرار من الدكتور البكار يثبت بالمقام الأول قوة حزب تقدم ومؤسسية العمل فيه بالإضافة الى الحالة الديموقراطية السارية في الحزب ، على الرغم من ان الشاب “ليث البكار” يعتبر من افضل الشباب المنتسبين للحزب حيث يتمتع بشخصية تتسم بالقوة والجرأة والمعرفة السياسية والحزبية العميقة علمية وسياسية ويتميز بوعي وثقافة واسعة اكتسبها من دراسته في واحدة من اهم وارقى الجامعات الامريكية بالإضافة الى قربه من والده العين د. خالد البكار والذي يعتبر من ابرز الشخصيات النيابية والحزبية وله سيرة ومسيرة مشهود لها بالعمل الجاد والكفاءة والعطاء والإخلاص .
ليث البكار ، شاب نشيط ومتفاعل جداً داخل حزبه حيث يطوع علمه وثقافته لخدمة الحزب وأهدافه وخدمة الوطن وقضاياه وحاضره ومستقبله ، كما ان القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي كانت ابرز اهتماماته وأكثرها قرباً الى قلبه وعقله وضميره، ومن خلال المتابعة والرصد لنشاط ” ليث البكار ” وجدناه من خيرة الشباب الذين يتحدثون عن القضية الفلسطينية بلسان العربي المسلم الصادق والجريء والذي ينطق الحق والحقيقية فكان المدافع والمنحاز بكل ما اوتي من علم ومعرفة حيث خاطب العالم الغربي باللغة الإنجليزية ووجه له خطاباً عميقاً ومباشراً وصل ضمائرهم وعقولهم فكان الليث من أوائل الشباب الأردنيين الذين دعوا الى الوقوف ضد المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الاهل في غزة وعموم المدن الفلسطينية ومطالباً الشعوب الغربية بالوقوف ضد هذه المجازر البشعة التي تجاوزت كافة الأعراف والأخلاق العالمية .
ويملك ليث البكار خطاباً اردنياً عربياً صادقاً وشفافاً لا يقبل التلوين او التأويل وهو ما يؤهله ليكون صاحب بصمة في المستقبل كوالده الدكتور خالد والذي نعرف سيرته ومسيرته التي بدأها من الشونة الشمالية في لواء الاغوار الشمالية وكيف كان يحمل هموم وتطلعات واحلام أبناء هذا اللواء الكبير باهله وعطائهم الى قبة البرلمان ويخاطب الحكومات المتعاقبة بلسان أبناء لوائه الاغلى على قلبه ووجدانه.
واليوم هذا الموقف يُسجل للعين د . خالد البكار وكيف جعل نجله وفلذة كبده خارج مضمار الانتخابات ، ليرى الجميع كيف يكون العمل الحزبي البعيد عن التوريث او الانحياز للأبناء او الاشقاء على حساب الأحزاب والشباب وطموحهم وامالهم وهذا درس في الحفاظ على الديموقراطية والحزبية النظيفة المبنية على أسس صادقة وواضحة وعادلة وشفافة .