21.1 C
Amman
السبت, سبتمبر 27, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتما قيمة وجود الاستقرار الوظيفي وإنعدامه ؟

ما قيمة وجود الاستقرار الوظيفي وإنعدامه ؟

المستقل – كتب : العميد المتقاعد هاشم المجالي

إلى صديقي ورفيقي المتقاعد ، وإلى شقيقي وأخي الذي لا زال في دفتر الحضور والانصراف، وإلى رفيقي في طابور نهاية الشهر على شباك المتقاعدين، تعال أحدثك عن الاستقرار الوظيفي، ذلك الطائر الأسطوري الذي لا يحلّق إلا في أحلام الموظفين، ولا يُشاهد إلا في خطب المسؤولين، فإذا فتشت عنه في الواقع، وجدته قد سافر في إجازة بلا عودة !

إن الموظف عندنا – حفظك الله – يدخل دائرته كل صباح وهو لا يدري: هل يخرج منها إلى بيته، أم إلى دائرة أخرى في أقصى البلاد، أم إلى التقاعد المبكر حيث يجلس يعدّ أسماك السردين في علبتها ؟!

أيعقل – بالله عليك – أن يبدع العقل وهو مشغول بعدّ السنوات الباقية ؟ أيثمر الغراس واليد تمسكه بارتعاش خوفاً من قرار نقل قد يأتي مكتوباً بالحبر السري ؟!

ثم يأتيك المسؤول، مزهواً كطاووس، ليقول: “نريد إنتاجية، نريد التزاماً !”، وكأنه يطلب من نملة أن ترفع فيلاً ، أو من طالب ابتدائي أن يحل معادلات أينشتاين وهو صائم في آب !

آهٍ يا صاحبي، لو عرفوا أن الاستقرار الوظيفي ليس قصيدة تقال ولا شعاراً يُعلّق على الجدران، بل هو خبز يومي، وهواء يتنفسه الموظف، وماء يشربه ليبقى على قيد الإنتاج … لكنهم – للأسف – يرونه ترفاً، كما يرى الطفل أن الخضار عقوبة على براءته !

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا