المستقـل – رامـي المعـادات
مع انتهاء مجلس النواب أمس الإثنين من رسم مشهده الأولي وانتخاب اعضاء المكتب الدائم المكون من رئيس المجلس النائب احمد الصفدي ، والنائب الاول د . مصطفى الخصاونة وأحمد الهميسات النائب الثاني، وذهاب مقاعد مساعدي الرئيس الى كل من محمد المراعية وهدى نفاع، خرج نواب حزب جبهة العمل الإسلامي من خريطة المكتب الدائم بلا أي تمثيل وذهبت المقاعد جميعها الى تحالف احزاب الوسط، رغم ترشيح الكتلة “الإخوان” نائباً يحظى بقبول سياسي ونيابي وقاعدة اجتماعية ممتدة على مستوى المملكة، والحديث هنا عن النائب المخضرم صالح العرموطي، الذي حصل على عدد أصوات لا يتناسب مع حجم المنافسة على مقعد الرئيس الذي كان الفارق بينهم 61 صوتا وهو رقم كبير جدا في عرف التنافس بين المرشحين على مقعد رئاسة النواب.
وعلى الرغم من ان المجلس الحالي يشكل نسبة تمثيل غير معتادة لحزب جبهة العمل الإسلامي الذي حصل على 31 مقعدا بالمقارنة مع المجلس السابق الذي كان عدد نواب الجبهة فيه لا يصل الى ثلث العدد الحالي، الا ان زيادة عدد ممثلي الجبهة تحت القبة لم تكن كفيلة في حصد اي من مقاعد المكتب الدائم، وهنا أبرز العرموطي بتصريحه عقب اعلان نتيجة الانتخابات الداخلية لاختيار الرئيس، ان الجبهة تمد يد التعاون مع الرئيس الجديد الذي يعد حجر الأساس في توافق الأحزاب الوسطية، فهل كان طلب العرموطي مرهون ببعض المطالب القادمة للجبهة؟.
دهاء العرموطي السياسي وحنكته النيابية في تغيير المشهد العام للإخوان :
لا شك ان العرموطي يعد داهية في السياسة والقانون وهو ما لا يخفاه ولا يخفيه احد، فهو قامة قانونية نادرة، حيث برهن النائب المخضرم في كلمته تحت قبة البرلمان ان الجبهة على دراية كاملة بمحاولات تسعى لشيطنتهم وحرف بوصلتهم عن المصلحة العامة للوطن.
فكان رد العرموطي مزلزلا حاول فيه وضع النقاط على الحروف وبين ان الكتلة باسطة ذراعيها للتعاون المشترك بينها وبين رئيس المجلس احمد الصفدي وما له من ثقل والحديث هنا عن توافق الأحزاب الوسطية، كما طلب العرموطي من الحكومة ان تتعاون مع الجبهة في رسالة ان “الإخوان” هم من النسيج الوطني ولهم ثقلهم الشعبي والسياسي.
وبرهن العرموطي حديثه ان الجبهة حصلت على نصف مليون صوت في الانتخابات النيابية الأخيرة وحصل وحده على 30 الف صوت، فهل كان كلام العرموطي فيه رسالة واضحة ان الجبهة لن تعارض من اجل ان يقال معارضة انما هدفها الإصلاح بالتعاون مع الحكومة الجديدة، هذا ما ستتضح معالمه خلال الايام القادمة لا سيما ان جبهة العمل الإسلامي تسعى منذ وقت لقلب موازين الجبهة من خلال تغييرات مرتقبة في شكل القيادات الداخلية للحزب.
تحويل الأنظار من المكتب الدائم الى اللجان النيابية :
شهد اختيار أعضاء المكتب الدائم أمس الإثنين تنافسًا محدودا حيث تم اختيار اغلبية اعضاءه بالتزكية، حيث علم الإخوان ان لا ناقه لهم ولا بعير في هذا السباق، وهنا يبرز على السطح توجهات نواب حزب الجبهة للحصول على مقاعد رئاسة بعض اللجان النيابية الحساسة، وهو ما قد يؤسس لتعاون وتوافق بين الأحزاب الوسطية وحزب جبهة العمل الإسلامي برعاية مباشرة من رئيس مجلس النواب احمد الصفدي الذي التقط رسالة العرموطي في طلب مد جسور التعاون.
وحتى لا يكون المجلس مختصرا على نواب الأحزاب الوسطية ويتم إقصاء الإخوان بشكل كامل من المشهد النيابي، من المتوقع ان يتم إسناد رئاسة بعض اللجان الى نواب الحزب بالتزكية وربما البعض الأخر بالتنافس، وهنا ستبرز حنكة الرئيس الصفدي في إخراج صورة مقبولة لدى الشارع عن شكل ترتيب البيت الداخلي للمجلس.