المستقل – كتبت : دانا الشلول
بعد الضجة الكبيرة والتداول الشديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والعالمية لترجمة لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني المعظّم مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة وبحث المجريات السياسية الساخنة التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة ومحاولة طرح حلول عالمية مشتركة لها لتكون منصفة لجميع الأطراف، لاحظنا اللبس الذي حدث في الترجمة والذي أجج الرأي العام العربي والعالمي نحو بعض التصريحات، مما زاد سرعة تداول هذه التصريحات وانتشارها على مستوى كبير.
وفي ذلك نشأت حالة من الذهول لدى جمهور عريض من الأردنيين وغيرهم من الأوساط العربية؛ وذلك ليقينهم بالموقف الهاشمي الثابت منذ سنوات طويلة بالدفاع عن الأرض والوطن والمقدسات الإسلامية والعربية دون توانٍ أو مواربة أو حتى محاولةٍ خجولة للوقوف على الحياد، والتصميم على موقفٍ أردني عربي ثابت راسخ يزداد أصالةً مع مرور الزمن، ولم يتردد الناشطون المطلعون في نشر كل ما يثبت اللبس الذي حدث في الترجمة محاولين إيصال الصورة الصحيحة لتصريحات جلالة الملك عبر أوسع مدى يستطيعون العمل وبث رسائلهم من خلاله.
فيما اختفى هذا الذهول والارتياب بعد نشر وكالة الأنباء العالمية “رويترز” بياناً رسمياً يتضمن اعتذاراً وتقر فيه بأنه كان هناك خطأ في الترجمة في هذا اللقاء الهام؛ مما أدى لانتشار تصريحات مغلوطة لا تُمثل حقيقة ما قيل، ولا تعكس الواقع الأردني ومواقفه، حيث تناقلت وسائل الإعلام لهذه الترجمة ونقلت التصريحات دون تدقيق ونشرتها عبر منصاتها المختلفة، مما ساهم في انتشار هذا الخطأ الذي أجج العالم العربي ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وهنا لن أتحدث عن ذهولي بوقوع هكذا خطأ من وكالة أنباء عالمية بهذا الحجم، ولن أنتقد تداول الأخبار والتصريحات والترجمة من قِبل أهم المؤسسات الإعلامية العالمية والعربية، ولن أتساءل عن أسباب عدم محاولة مراجعة الترجمة حتى بعد مرور أيام على هذه الواقعة، بل سأتحدث عن صدمتي بعدم عثوري على أي بيانات إعلامية أردنية رسمية عبر مختلف قنواتها ومنابرها الإعلامية المتاحة، توضح فيه وبدقة اللبس الذي حدث في الترجمة وما نجم عنه من أخطاء إعلامية، وتصوّب فيه الأخطاء الواردة في الترجمة بوضوح وكفاءة تعكس قوة الإعلام الأردني وسرعته في التعامل مع الأزمات بحرفيةٍ ومهنيةٍ عالية.
فيما استوقفتني العديد من الأسئلة المتشابكة التي لم أعثر لها على إجاباتٍ ترضي لو القليل من فضولي وتُقلّص استهجاني لما حدث وتهدئ استيائي للهجوم غير المبرر الذي لاقاه الموقف الأردني ظلماً دون تبيّن: لو لم تُصدر “رويترز” بياناً تشرح فيه ما حدث وتوضح الخلل في الترجمة، هل كان سيبقى الموقف الأردني معلقاً ومتأرجحاً دون أن يُحرك الإعلام الرسمي الأردني ساكناً؟ ألم يكن هناك أي محاولة لنشر بيانات ومقاطع ڤيديو تتضمن ترجمة احترافية لهذا اللقاء الهام؟ ألم تفكر القنوات والمنابر الإعلامية الرسمية الأردنية بضحد كل ما نشر من خلال جميع الوسائل الإعلامية والرقمية المتاحة؟ والسؤال الأهم: أين كان الفريق الإعلامي في الديوان الملكي الهاشمي عن هذه التصريحات والترجمة وأين رده عليها؟؟