19.1 C
Amman
الثلاثاء, أبريل 22, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتأزمة الاحتجاجات ..من هو أكرم إمام أوغلو منافس أردوغان؟

أزمة الاحتجاجات ..من هو أكرم إمام أوغلو منافس أردوغان؟

المستقل ـ تشهد تركيا احتجاجات حاشدة مع خروج الآلاف إلى الشوارع، وذلك احتجاجًا على اعتقال أكرم إمام أوغلو ، رئيس بلدية إسطنبول ومنافس الرئيس رجب طيب أردوغان . لكن ما سبب اعتقال السياسي البالغ من العمر 54 عامًا؟

وقد شهدت شوارع إسطنبول يوم الأربعاء (19 مارس) مظاهرات حاشدة بعد اعتقال إمام أوغلو، وذلك قبل أيام فقط من إعلانه مرشحًا رسميًا للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد أردوغان.

وتعالت هتافات المتظاهرين: “هذه ليست ديمقراطية”، فيما حاولت السلطات قمع الاحتجاجات من خلال إغلاق الطرق، تقييد الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، وفرض حظر على التظاهرات لمدة أربعة أيام.

تضامن واسع مع إمام أوغلو

رغم الإجراءات القمعية، تجمع أنصار إمام أوغلو أمام مقر الشرطة في إسطنبول، مبنى بلدية المدينة، ومقر حزب الشعب الجمهوري (CHP)، مندّدين باعتقاله.

وأثار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قلق رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي وصفته بأنه “مثير للقلق بشدة”.

وقالت في تصريحات للصحفيين: “يجب على تركيا احترام القيم الديمقراطية، وخاصة حقوق المسؤولين المنتخبين”.

نشأته وحياته المبكرة

وُلد أكرم إمام أوغلو عام 1970 في أكشابات، وهي بلدة ساحلية في محافظة طرابزون الواقعة على البحر الأسود. انتقل إلى إسطنبول في سن المراهقة حيث درس إدارة الأعمال، ثم عمل لاحقًا في قطاع البناء.

خلال سنوات دراسته، كان لاعب كرة قدم هاويًا، وهو معروف بحبه ودعمه لناديه المحلي طرابزون سبور. والمثير للاهتمام أن هذا الشغف بكرة القدم هو أحد القواسم المشتركة بينه وبين خصمه السياسي أردوغان، الذي كان لاعب كرة قدم أيضًا في شبابه.

ويأتي اعتقال إمام أوغلو في توقيت حساس، حيث كان من المقرر أن يتم الإعلان عنه كمرشح رسمي للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. هذه الخطوة تثير تساؤلات حول ما إذا كانت جزءًا من حملة سياسية لمنع منافس قوي من الترشح ضد أردوغان.

التهم الموجهة إليه
بحسب النيابة العامة في تركيا، فإن إمام أوغلو متهم بـقيادة منظمة إجرامية، إلى جانب تورطه في الفساد، الرشوة، الاحتيال، غسل الأموال، والإثراء غير المشروع من خلال عقود بلدية مشبوهة.
كما أمرت محكمة تركية بمصادرة إحدى شركات البناء التي يملكها إمام أوغلو جزئيًا، وذلك وفقًا لمكتب المدعي العام في إسطنبول.
بالإضافة إلى قضايا الفساد، اتُهم إمام أوغلو أيضًا بـ**”دعم منظمة إرهابية”**، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
ووفقًا للادعاء العام، فإن إمام أوغلو تعاون مع تحالف سياسي يساري في الانتخابات البلدية الأخيرة، ما اعتُبر تقديم دعم غير مباشر للحزب المسلح، خاصة بعد خسارة حزب أردوغان (العدالة والتنمية) في عدة بلديات رئيسية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها إمام أوغلو مشاكل قانونية. في الماضي، اتُهم بمحاولة التأثير على تحقيقات قضائية بشأن البلديات التي تقودها المعارضة، بل وزُعم أنه هدد أحد المدعين العامين.
احتجاجات واسعة ومخاوف متزايدة
أثار اعتقال أكرم إمام أوغلو موجة احتجاجات ضخمة في إسطنبول، حيث وصف أعضاء حزب الشعب الجمهوري (CHP) هذه الخطوة بأنها “انقلاب”.
وقال زعيم الحزب أوزغور أوزل: “تركيا تشهد انقلابًا ضد الرئيس المقبل. نحن نواجه محاولة انقلاب هنا.”
وأضاف: “الديمقراطية كانت مجرد قطار، وأردوغان استقلّه طالما كان يناسبه. والآن، نزل من القطار وانضم إلى صفوف مدبّري الانقلابات.”
وأثار العديد من أنصار إمام أوغلو الشكوك حول توقيت اعتقاله، خاصة أن جامعة إسطنبول ألغت شهادته الجامعية قبل يوم واحد فقط من اعتقاله، مما قد يمنعه قانونيًا من الترشح للرئاسة، حيث يتطلب القانون التركي درجة جامعية للمرشحين للرئاسة.
ووصف إمام أوغلو هذا القرار بأنه “لا أساس له قانونيًا”، مما زاد من حالة الغضب الشعبي.
وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، مرددين هتافات داعمة لإمام أوغلو وأخرى مناهضة للحكومة.
وقال مراد سابانكايا، أحد عمال البلدية المشاركين في الاحتجاجات، لوكالة رويترز: “جئنا هنا لدعم رئيس البلدية. لقد اعتقلوه ظلماً، لذلك نحن هنا لنقف إلى جانبه.”
لكن وزير العدل التركي يلماز تونش رفض المزاعم القائلة بأن أردوغان يسعى إلى قمع المعارضة السياسية، مشددًا على أن “سيادة القانون أساسية”.
وأضاف في بيان رسمي: “من الخطير جدًا والخاطئ تمامًا تحريف التحقيقات التي تجريها السلطة القضائية المستقلة وغير المتحيزة، أو وصفها بمصطلحات مثل الانقلاب.”
لكن آخرين يرون الأمر بطريقة مختلفة. قال مراد صومر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوزيجين بإسطنبول، إن اعتقال إمام أوغلو هو جزء من تحوّل سياسي أوسع في تركيا.
وأوضح في تصريح لشبكة CNN: “تركيا تنتقل من نظام سلطوي مفتوح إلى نموذج شبيه بروسيا أو بيلاروسيا، حيث يصبح النظام أكثر قمعًا واستبدادًا بشكل كامل”.
وأشار إلى أن ما يحدث يبدو “جهدًا منسقًا ومخططًا له جيدًا بدأ منذ الخريف الماضي”.
وأعرب قادة عالميون عن مخاوفهم بشأن اعتقال إمام أوغلو. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: “إن مساحة العمل السياسي للمعارضة في تركيا تتقلص أكثر فأكثر”.

 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا