المستقل – كتب : الدكتور احمد الرقيبات
لقد حث ديننا الحنيف العرب والمسلمين على إبراء السلام مع الاخر وخاطبنا رب العزة في محكم ايات كتابه الكريم بالاية رقم 61 من سورة الانفال ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ” . صدق الله العظيم
ومنذ ان دخلت القبائل العربية في الاسلام امنت حل الخلافات بين الناس بالطرق السلمية من خلال الوسطاء الخيرين داخل المجتمعات العربية وجرت العادة والعرف على إبرام صكوك الصلح بين الاطراف المتنازعة من خلال توجه طرف يمثل الطرف المعتدي الى ديوان الطرف المعتدى عليه وبحضور كفيل وفاء ينوب عن الطرف المعتدي وكفيل دفا ينوب عن الطرف المعتدى عليه بهدف تثبيت حقوق الناس وضمانها.
ان السياسيين العرب في الدولة المدنية نسوا العادات والاعراف التي تربوا عليها وتناسوا لغة التعاقد القانوني التي تعلموها في المؤسسات التعليمية حول العالم عند ابرام المعاهدات والاتفاقيات مع الاخر .
لقد جنح العرب للسلام مع دولة الكيان الصهيوني الغاصب منذ إبرام اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وحتى يومنا هذا والتي كانت برغبة امريكية ومباركة أُممية ولكن جميع الاتفاقيات المبرمة مع الكيان لم تطبق على ارض الواقع بسبب عدم التزام هذا العدو الغاصب بتنفيذ ما اقره بموجب تلك الاتفاقيات ، لان الولايات المتحدة الامريكية والحركة الصهيونية العالمية ارادوا ان تكون جميع المعاهدات والاتفاقيات حبراً على ورق فقط رغم ان رعاة السلام والصلح في العرف العشائري هم كفلاء وفاء وبالقانون الدولي هم طرف ضامن لكلا الطرفين المتنازعين لكن الهدف من تلك الاتفاقيات اصبح واضحاً لجميع الشعوب العربية لانها لا تهدف الى سلام بل هي عبارة عن ابر تخدير للشعوب الغاية منها تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة الذي رسمته الحركة الصهيونية ونفذته امريكا وحلفائها الطامعين بالوطن العربي وخيراته وقد ادت الفوضى الخلاقة الى احتلال العراق وحل جيشه العظيم وتدميره واعدام رئيسه الشهيد صدام حسين طيب الله ثراه ، واحتلال ليبيا وتدميرها وخلق الفوضى فيها وقتل رئيسها الشهيد معمر القذافي رحمه الله وخلق الفتنة في اليمن وتدميره والتخطيط للتخلص من رئيسه الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله كما ادت الفوضى الخلاقة الى احتلال اجزاء من سوريا الشقيقة وخلق الفوضى فيها وتدمير جيشها ، كل هذا يهدف الى تأمين امن دولة الكيان الصهيوني الغاصب .
ان التحالف الصهيوني الامريكي الغربي خلق الفوضى في معظم الدول العربية ودمر مؤسساتها العسكرية محاولاً فرض الاستسلام على شعوبها ولا يريد سلاماً شاملاً معها لكن صمود المقاومة وتوحيد فكر الدبلوماسية العربية الحكيمة منعه من تحقيق ذلك حيث ادى طوفان الاقصى وصمود الشعب الفلسطيني المناضل في غزة العز والضفة الغربية، سيجبر الولايات المتحدة الامريكية على ممارسة الضغط بكافة اشكاله على دولة الكيان الصهيوني المتطرف المجرم وارغامها على إبرام سلام حقيقي فاعل مع جميع الدول العربية وعلى رأسها القيادة الفلسطينية التي سيجمع عليها جميع ابناء الشعب الفلسطيني .
اما اذا سأُلت عن لقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المملكة العربية السعودية لحل الازمة الروسية الاوكرانية، اقول ان هذا عمل عظيم ودليل على اعتراف اعظم دول العالم بحكمة وقوة الدبلوماسية العربية املاً ان يكون الدور العربي دور المستضيف في حل مثل هذه الازمات حول العالم ، لكي تعرف جميع شعوب ودول العالم بان العرب دعاة سلام لا دعاة حرب كما يصورنا الكيان الغاصب وحلفائه وكذلك كلي امل ان لا يكون الدور العربي دور كفيل وفاء ودفاء للاطراف الدولية المتنازعة حول العالم وكلنا عتب على المجتمع الدولي الذي لم يتمكن حتى هذه اللحظة منذ 75 عاماً مضت من تمكين الشعب الفلسطيني الحصول على كافة حقوقه التي اقرتها هيئة الامم المتحدة كما اتمنى من جميع الدول العربية مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق من اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية واعادة اعمار غزة العز والكرامة وتمكين الاجيال الفلسطينية المتميزة بالعلم والمعرفة والابداع التي تصبو لمستقبل زاهر بعدما عانت من دمار واسر وقتل وتهجير واصعب الظروف التي عاشتها وتعايشت معها منذ عام 1948 وحتى مومنا هذا املاً من الله العلي القدير ان يمن على جميع شعوب العالم بالسلام والامن والاستقرار .