المستقل – بقلم الدكتور سيف تركي أخوارشيدة
إن مفهوم الاستهداف واسعٌ وفضفاض، ولا يسعنا اختزاله أو تلخيصه ببضعة سطور، إلا أننا يمكننا تشخصيه ومعرفته، بالنظر للمحاولات التي تسعى للنيل من الأردن!
إن المواقف التي يتخذها الأردن من القضايا الاقليمية والعالمية على حدٍ سواء، جعلت منه محوراً للاستهداف من قِبَل الطامعين بتغيير مواقفه الثابتة والراسخة، خصوصاً وعلى وجه التحديد موقفه من القضية الفلسطينية، والتي يعتبرها جلالة الملك عبدالله الثاني قضية ترتبط بالأردن وأمنه القومي والمجتمعي بشكلٍ مباشر وواضح وبيِّن.
وبالتدريج، بدأت الضغوط الاقتصادية والسياسية تُمارس على الأردن لثنيهِ عن مواقفه الأخلاقية والعروبية والإنسانية من قضايا الأمة والعالم، فكانت تلك الضغوط بدايةً سياسية بنهجٍ إقصائيّ، فلم تُثمِر ولم تأتي بنتيجة، فكانت على الدوام تُقابَل برفض واضح وحازم من قِبَل جلالة الملك والشعب الأردني، لتأتي لاحقاً وبُعيد الضغوط السياسية، مرحلة الضغط على الاقتصاد الوطنيّ الأردني في محاولةٍ بائسة لتحييد الأردن عن الدور المحوري الذي يلعبه في المنطقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، هذا الدور الذي أقر به واعترف قادة الدول الغربية بالإجماع، مشددين على أن الأردن هو اللاعب الأساسي لصنع أي قرار يصب في مصلحة المنطقة، وهو الشريك الذي لا بديل عنه والمفتاح الرئيسي لحل أي قضية في الشرق الأوسط، وذلك إنما يأتي بفضل رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الاستراتيجية،وبالإضافة الى أنهم لم يعرفوا عنه يوماً المراوغة واللعب على المتناقضات، وكذلك لدورهِ الفعّال في الدعوة والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة والعالم برمته.
لذا فإن محاولات إقصاء الأردن والنيل من صموده مستمرة، فبالأمس القريب سمعنا من وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي بإسم الحكومة، بأن المملكة الأردنية الهاشمية تعرضت في عام ٢٠٢١ لـ ٨٩٧ سيبرانية، منها ٢٤٠ هجمة تستهدف مؤسسات ذات سيادة ورسمية، وما هذا إلا اعلانا صريحاً، بأن الأردن يدفع ضريبة مواقفه اللافتة والمشرفة تجاه القضايا الاقليمية والعالمية، والناظر بعين المنطق سيدرك حتماً حقيقة هذا الأمر.
ولا يمكننا أيضاً تناسي او غض الطرف عن دماء شهدائنا الأبرار الذين قضوا” رحمهم الله” أثناء تصديهم – لمحاولات – تسلسل جماعات امتهنت تهريب الممنوعات، والعبث بالأمن الوطني الأردني، فلا يمكننا فصل هذه الاشتباكات القاسية مع مجموعات الشر عن المحاولات التي تقودها” دول” و “دويلات” للنيل من أردننا، أردن السلام والعطاء، وللنيل أيضاً من الشعب الأردني، الشعب الضارب الجذور في التاريخ، ولسان حالي لا يزال يُردد مع الشاعر الأموي عدي الرقاع : لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت،… نار الجماعة يوم المرج نيرانا.
في حين يواجه الأردن حملات تسعى لاستهدافه، يمكننا القول اليوم ،بأن الأردن يمضي بخطواتٍ ثابتة وسريعة وقوية باتجاه تحديث مفهوم المشاركة السياسية وابراز الدور الشبابي واشراكه في عملية صنع القرار، وذلك في رسالة واضحة لأعداء الوطن، بأن الأردن لم ولن تنال منه أو تثنيه مكائد الأعداء وتدبيراتهم عن أهدافه المتمثلة بتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية الشاملة، التي كانت وما زالت هدفًا للقيادة الهاشمية والتي تحاكي تطلعات الشعب الأردني التليد.
ونسأل الله في النهاية أن يحفظ الله الأردن شعباً وأرضاً وقيادة، وينصر جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية على من كادَ لهم وعاداهم وبهم يتربص.