14.4 C
Amman
الأربعاء, مايو 14, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتالصحافة في مواجهة الذكاء الاصطناعي

الصحافة في مواجهة الذكاء الاصطناعي

المستقل – كتبت : د . نهلا عبد القادر المومني 

احتفل العالم في الثالث من أيار لهذا العام باليوم العالمي لحرية الصحافة، كمناسبة دولية أممية تسلط الضوء سنويا على الرؤية التي تضطلع بها الصحافة الحرة والمسؤولة في آن واحد في نقل المعلومات والحقائق للأفراد وفاء بحقهم في معرفة الحقيقة، وصيانة لحقوقهم وحرياتهم. كما تشكل هذه المناسبة فرصة للتأكيد الدائم على أن الصحافة تعد مكونا أساسيا من مكونات المجتمع الديمقراطي تسهم في تعزيز الحوار العام والبناء، وتعزز التعددية وقبول الآخر.

هذا العام، يأتي يوم الصحافة العالمي في ظل ثورة رقمية متسارعة استوجبت طرح مجموعة من الاسئلة على الصعيد الأممي وكذلك التطرق لعدة إشكاليات أبرزها التغيير الجذري في الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي، ومبادئ الصحافة القائمة على المسؤولية والحيادية والدقة والتوازن وتعدد المصادر وغير ذلك ومدى القدرة على الحفاظ على هذه المبادئ الراسخة في ظل هذه المتغيرات.

كيف يمكن السيطرة على المعلومات المضللة أو الكاذبة وخطاب الكراهية أو صناعة المحتوى الزائف في هذا التسارع العالمي من جانب، وما يمكن أن يفرضه الذكاء الاصطناعي من أدوات رقابية على الصحفيين والإعلاميين والمخاطر المحتملة لتحول وسائل الإعلام إلى وسائل متشابهة في الشكل والمضمون ما يؤدي إلى تضييق مساحة الاختلاف في الاراء ووجهات النظر.

ولعل من أبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي التي برزت وقد تصبح أكثر بروزا على المدى القريب مسألة تنميط بعض الفئات أو الشعوب أحيانا في صورة بعينها، باستخدام الخوارزميات غير العادلة أو التمييزية ما يؤدي إلى قلب الحقائق وتهميش فئات بعينها واقصائها، والأكثر خطورة الوصم الذي قد يطال شعوبا بأكملها.

على المستوى الإقليمي والعالمي شهدنا وما نزال استخداما ينطوي على انتهاك لأخلاقيات مهنة الصحافة اولا ولأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في العدوان الذي يشنه الكيان المحتل على قطاع غزة والذي ما زلنا نشهد حيثياته حتى الآن، فتغيير الحقائق وتنميط الأفراد ووصم مجتمع كامل بالإرهاب وغيره من مصطلحات تجرد الأفراد من إنسانيتهم وتمهد الطريق لتعاطف عالمي مع عمليات الإبادة، كل ذلك وغيره كان مثالا حيا لتوظيف الذكاء الاصطناعي وأدوات التكنولوجيا المستحدثة في التأثير على الصحافة على المستوى الدولي والعالمي.

بالإضافة إلى ما تقدم، ما يحدث الآن في قطاع غزة من قتل متعمد للصحفيين والصحفيات وتتبع واستهداف مباشر يضع العالم أمام مسؤوليات جديدة في يوم الصحافة، تنطلق من فكرة مفادها أن آليات الحماية الدولية للصحفيين في مناطق النزاع والعدوان بحاجة إلى وقفة جديدة تضع نصب أعينها ان الحماية القائمة غير كافية وأن الحقيقة مهددة في كل مكان في العالم.

“الغد”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا