المستقل – نظمت جمعية البنوك في الأردن لقاء حول الإيجاز الربعي الثالث لعام 2024، اليوم الاثنين، تحت عنوان: “إدارة البيانات، حجر الزاوية في مستقبل الخدمات المصرفية، بالتعاون مع شركة “إرنست ويونغ”.
وأعلن محافظ البنك المركزي الدكتور عادل شركس، خلال الجلسة الافتتاحية عن تصدر البنك المركزي المرتبة الأولى عالميًا في جائزة “إعلان مايا”، التي يمنحها تحالف الاشتمال المالي، تقديرا لدوره الريادي في تعزيز الشمول المالي وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية لكافة فئات المجتمع.
ولفت إلى أن “إعلان مايا” مبادرة عالمية أطلقها تحالف الاشتمال المالي في 2011، بهدف تحقيق شمول مالي مستدام، إذ أن الدول الأعضاء بالتحالف، ومن بينها الأردن، تلتزم بتحديد التزامات ضمن محاور متعددة تهدف لتحقيق الاشتمال المالي، وصولا إلى تعزيز الخدمات المالية للفئات الأقل حظا في المجتمع.
وقال إن الاستراتيجيات التي تم تبنيها، تُعد دافعًا كبيرًا لمواصلة العمل على تحسين القطاع المالي، وتوفير الخدمات المالية بشكل أكثر شمولا واستدامة.
من جهته، أكد رئيس جمعية البنوك، باسم خليل السالم، أهمية إدارة البيانات باعتبارها حجر الزاوية في المستقبل المالي، مشيدًا بالإنجازات التي حققها البنك المركزي، والتي توجت بحصوله على جائزة أفضل بنك في مجال الاشتمال المالي.
بدوره، أكد المدير العام لجمعية البنوك، الدكتور ماهر المحروق، الدور المحوري الذي تلعبه البيانات في تشكيل مستقبل القطاع المصرفي، مشيدا بالتزام البنك المركزي بتطوير القطاع المصرفي الأردني وتعزيز قدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية.
وأوضح أن البيانات أصبحت إحدى أهم الأصول التي تمتلكها المؤسسات، ولم تعد مجرد نتاج هامشي للعمليات التشغيلية، بل تشكل عاملاً حاسمًا في قدرة البنوك على تحقيق التميز والمنافسة بالسوق، وذلك من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتسهيل الامتثال التنظيمي.
وقال إن القطاع المصرفي يشهد تحولاً جذريًا بفعل التطور التكنولوجي المتسارع، مما جعل البيانات أداة لا غنى عنها لتحسين تجربة العملاء، والكشف عن فرص جديدة، وتحسين إدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية.
وأشار إلى إن التحولات التكنولوجية، وخاصة الذكاء الصناعي، أصبحت تؤدي دورًا كبيرًا في تغيير قواعد اللعبة في السوق المصرفية، حيث يمكن للذكاء الصناعي أن يوفر حلولاً مبتكرة تعتمد على تحليل البيانات الكبيرة وتوقع الاتجاهات المستقبلية، مما يسهم في تعزيز قدرة البنوك على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.
من جهته، أكد الشريك الاستشاري في مجال التمويل وإدارة المخاطر والتنظيم المالي، عبد الله المباركي، أن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لم يعودا مجرد أدوات تقنية، بل أصبحا من العناصر الأساسية التي يمكن من خلالها تحقيق نمو مستدام في القطاع المصرفي.
وقال إن الذكاء الاصطناعي أصبح من الأدوات التي لا غنى عنها في القطاع المصرفي، ليس فقط لتحسين الكفاءة التشغيلية، ولكن لاستشراف المستقبل وتحديد الفرص الجديدة لمساعدة البنوك على التكيف مع التغيرات السريعة في الأسواق.
وأضاف: “إدارة البيانات ليست مجرد عملية تنظيمية، بل هي عامل استراتيجي يمكن أن يحسن من قدرة البنوك على الامتثال للمتطلبات التنظيمية وتحسين الكفاءة التشغيلية، حيث تعتبر البيانات اليوم أحد الأصول الأكثر قيمة في المؤسسات المالية، ومن خلال إدارتها بالشكل الصحيح، يمكن تحقيق فوائد ضخمة، سواء من حيث تحسين تجربة العملاء أو تعزيز العمليات الداخلية.”
وأكد المدير التنفيذي الرقمي والخبير في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحويل البيانات الرقمية المهندس رافاييل تيبيريو، على التقدم الملحوظ في اكتساب المواهب والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي في الأردن، مشيرًا إلى أن 40 بالمئة من المواهب الشابة في هذا المجال تأتي من المملكة، خاصة من مجالات علوم البيانات وهندسة البيانات.
وأوضح أن الأردن يمتلك نسبة عالية من الكفاءات المحترفة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينعكس بشكل إيجابي على القطاع المالي والبنكي في المملكة، داعيًا إلى تقديم المزيد من الدعم لهذه المواهب الشابة وتوفير بيئة مناسبة لنموها وتطورها.
وشارك في اللقاء، رؤساء مجالس الإدارة والمدراء التنفيذيين في البنوك، وخبراء بارزين في مجال البيانات والذكاء الصناعي، وشمل على ورشة عمل تدريبية موجهة للتنفيذيين من البنوك الأعضاء، ركزت على الجوانب العملية لإدارة البيانات، بدءًا من كيفية جمع البيانات وتصنيفها وتحليلها، وصولاً إلى كيفية استخدام الذكاء الصناعي لتعزيز العمليات المصرفية وإدارة المخاطر.