الأخبار

لا توجد نتائج.

في مستوى الحدث

مقالات

المستقل – يعقوب ناصر الدين

تحتل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة مرتبة الصدارة في وسائل الإعلام التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما تفرض التطورات التي تشهدها المنطقة منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي نفسها على المحافل الدولية، والاتصالات السياسية على أعلى مستويات المسؤولية من أجل وقف تلك الجرائم، وإنقاذ المدنيين في غزة والضفة الغربية من عمليات الإبادة والقتل الممنهج، ومنع تدحرج الأوضاع نحو توسيع دائرة الصراع في المنطقة كلها.

إعلامنا الوطني واكب تلك الأحداث منذ لحظاتها الأولى على مستوى المتابعات والتقارير الإخبارية والتحليلات السياسية والعسكرية، شأنه في ذلك شأن وسائل الإعلام المختلفة، ولكن لأن الأردن الذي لم يكن يوما في موقف الحياد عندما يتعلق الأمر بمآسي الشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة فقد كان من الطبيعي أن يتفاعل الإعلام بجميع مؤسساته المرئية والمسموعة والمقروءة مع موقف الدولة، ومع الاتصالات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان وعدد من العواصم الأوروبية، ومؤتمر القاهرة الدولي، إلى جانب الجهود المبذولة لدى مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة من أجل إدانة ووقف ذلك العدوان الآثم، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه أبشع جريمة معاصرة يرتكبها جيش نظامي بحق المدنيين.

لقد تابعت، بل وشاركت ككاتب ومحلل سياسي في تلك التغطية المكثفة التي قامت بها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وقناة المملكة وبقية المحطات الإذاعية والتلفزيونية والصحف والمواقع الإخبارية  ووجدت أن منطلقاتها المشتركة والموحدة ترتكز أساسا على موقف بلدهم إزاء تلك الأحداث والتطورات، وهو موقف مبني على علاقة الأردن العضوية بالقضية الفلسطينية على مدى خمسة وسبعين عاما أو تزيد، وعلى دور ومكانة الأردن في بعده القومي، وموقعه في التوازنات الإقليمية والدولية، تلك المكانة التي يعبر عنها جلالة الملك الذي سبق وأن حذر من تداعيات تلك التطورات قبل وقوعها، وكأن خطابه قبل بضعة أسابيع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي دعا فيه المجتمع الدولي إلى فرض قراراته المتعلقة بالحقوق الفلسطينية بمثابة جرس إنذار استفاق العالم عليه متأخرا للأسف الشديد!

ينتقد البعض أداء إعلامنا الوطني عن سوء تقدير لطبيعة المسؤولية التي يتحملها في التعبير عن موقف بلده الوازن في هذه القضية، وغيرها من القضايا الإقليمية، بالمقارنة مع محطات إخبارية عربية وعالمية لا تحمل غير التنافس بينها أي مسؤولية ذات مغزى إستراتيجي أو سياسي، ولا يأخذ المنتقدون في الاعتبار أن منهجية الأداء الإعلامي الوطني تقوم في الأصل على أهمية التعبير عن هذا الموقف بكل ما يترتب عليه من مسؤوليات تجاه وقف العدوان من ناحية، وتجاه المواجهة مع الجانب الإسرائيلي سواء في اعتدائه على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف أو في إدارة الأزمة والتصدي لمشاريع التهجير، والضغط على الإدارة الأميركية والدول الفاعلة كي تكبح جماح الجنون الذي أصاب القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لمنكوبي غزة، وغير ذلك من الضغوط التي تمثلت في جانب منها باستدعاء السفير الأردني، وعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان، فضلا عن مجابهة إسرائيل بحل الدولتين الذي ظل جلالة الملك يصر عليه كحل وحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي أصبح الآن هدفا يتحدث عنه الجميع، في حين ترى فيه إسرائيل تهديدا لمشاريعها التوسعية، وتحجيما لطموحاتها في بسط نفوذها على المنطقة !

ذلك هو حجم موقف الأردن الفاعل والمؤثر، وتلك هي واجبات إعلامنا الوطني ودوره ومسؤولياته في إبرازه والتعبير عنه للرأي العام، والعمل على تأكيد وتعميق التضامن القوي بين الأردنيين ونظامهم الهاشمي ومؤسساتهم العسكرية والأمنية، وقطع الطريق على المشككين والمتربصين والمدفوعين للعبث بوحدتنا الوطنية، وفي اعتقادي أن إعلامنا الوطني كان على مستوى الحدث، وأنه قام وما يزال يقوم بهذه المهمة العظيمة على أفضل وجه.

“الغد”

مشاركة الخبر

تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع المستقل الإخباري بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المستقل الإخباري علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

“التعليم العالي” تكرّم أوائل الخريجين من الطلبة الأردنيين والوافدين
“البيع الناري” في حرب غزة
Skip to content