18.1 C
Amman
الأربعاء, يناير 15, 2025
الرئيسيةالمانشيتمجرد خبر.. طفل يموت من البرد في غزة!

مجرد خبر.. طفل يموت من البرد في غزة!

المستقل – عبدالله غنام

أين الخبر؟ ماتوا من قبل جوعاً وقصفاً وخوفاً.. ولم يتحرك ساكن، والآن يموتون برداً أمام شاشات التلفاز ومتابعة الجماهير حول العالم، الجماهير الذين اعتادت قلوبهم على ألم وهول المشهد.

بات الأمر روتيناً عند الجماهير، “عشرات الشهداء بقصف الاحتلال” عنوان لا يستحق القراءة أصلا فـ 500 شهيد في “محرقة المعمداني” فجعت الناس ورفعت عندهم سقف الألم أو التعاطف.

الآلاف تحت الأنقاض، عائلات كاملة مسحت من السجلات المدنية، نزوح بعد نزوح بعد نزوح، استغاثة الأطفال بجانب الدبابات، خط الجثث الذي يقتل كل من يمر منه ويتركه للكلاب تنهشه، حتى أنا أكتب بسلاسة.. أشياء اعتدنا عليها، وبتنا نسأل ماذا تبقى من إنسانيتنا!

في كل فاجعة جديدة من نوعها، نشعر، نتذكر، نتألم، نبكي، ثم نتابع نفس الحدث وكأنه روتين، وكأننا ننتظر المستوى الآخر من المجازر ليحرك دواخلنا، ويعيدنا لإنسانيتنا، لنبكي فقط!

مع دخول فصل الشتاء وأيام البرد والمطر، بدأت معاناة جديدة لأهالي القطاع المحاصر، من اهتراء الخيام وغرقها، وانعدام وسائل التدفئة وحرمان الأطفال والنساء من أبسط المسلتزمات، كالغطاء واللباس المناسب بالتزامن مع موجات الصقيع الشديدة.

المستوى الجديد، أو الحلقة الجديدة -ولا أعتقد أن تكون الأخيرة- للمتابعين حول العالم، هو موت الأطفال من البرد، تخيل، طفل في العام 2024 يموت لأنه ذويه لم يتمكنوا من “تدفئته”.

قبل أيام توفي 4 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد، وبعدها مات طفل آخر (الرضيع جمعة البطران) وعمره شهر واحد، والده يقول: “تخيل بني آدم يتطلع بأولاده الاثنين يلاقيهم يموتوا قدام عينه ومش قادر يعملهم حاجة.. لا حرام عندي ولا بطاطين عندي، اطلعوا يا مسلمين شوفوا هالأطفال وين بناموا.. بناموا بالشارع حاطين فيه 4 بطاطين لـ 8 أنفار”.

مشهد يبكي الصخر، والسؤال ماذا بعد! غداً أو بعد غد! لا غريب أن يصبح هذا المشهد جزءاً من الأخبار اليومية والروتينينة: “طفل يموت برداً في غزة”.. مجرد خبر، فأين الجديد؟ “طفل يموت برداً في غزة” عبارة بعد الآن لن تبكي البشر حتى تبكي الصخر.

الحقيقة واحدة، أهل غزة وحدهم والعالم يتابع “مسلسل” الإبادة والإجرام، وأطفال غزة وحدهم أمام جيش ممدود بكل ما يشتهي من آليات وطائرات وتقنيات، والمقاومة المباركة تستمر في صناعة المعجزات بعزيمة صاحب الأرض والإيمان وأقل الإمكانيات، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا